ولدت هذه القديسة من أبوين مصريين وثنيين بمدينة الاسكندرية سنة 10 للشهداء ، 294 م ، دعوها باسم " ذوروثيا " وهبها الله عقلا راجحا و جمالا فائقا ، فدرست الفلسفة و الشعر و الموسيقى و الطبيعة و الرياضة و الفلك والطب ، أدركت من خلال دراستها بطلان العبادة الوثنية وفسادها ، فحركت النعمة الالهية قلبها للبحث من الحقيقة ، وشاهدت فى ورؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع ، فأسرعت الى أحد الكهنة المسيحيين وقصت عليه الرؤيا وطلبت الارشاد ، و هنا بادرها الكاهن بقوله " ثقى يا ابنتى أن الرب يسوع يريدك أن تكونى ابنة له " ، وصادف هذا الكلام ما يجول فى داخلها فعكفت على دراسة الكتاب المقدس يساعدها فى ذلك الكاهن ، فاستنارت بصيرتها و ألحت عليه فى طلب المعمودية و عمدها باسم " كاترينا " أى الاكاليل الكثيرة .
بعد أن نالت بركة المعمودية اشتاقت أن تجاهد فى تثبيت المؤمنين بالرب يسوع المسيح ، ولما سمع الامبراطور مكسيميانوس قصتها غضب ، و أرسل الجنود ليأتوا بها الى المعبد الوثنى حيث كان الامبراطور ، و هناك وبخته على ضلاله و جهله فاندهش الامبراطور لشجاعتها و انبهر لجمالها المفرط ، فاستدعاها الى قصره و أ حضر لها خمسين عالما وثنيا و استطاعت بنعمة الرب أن تقنعهم بصحة الايمان المسيحى ، فقبلوا الايمان بالسيد المسيح كمخلص لهم ، فأمر الملك باحراقهم و نالوا أكاليل الشهادة ، لكنه استبقى كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلق قلبه بها لعلها تتراجع و تصير زوجة له ، الا أنها رفضت عروضه متمسكة بايمانها .
أمر الامبراطور جنوده أن يعذبوها بأشنع العذابات ثم وضعوها فى السجن و طلب من زوجته محاولة اقناعها بانكار المسيح ، و لما ذهبت الامبراطورة الى السجن كان معها القائد " بروفيريوس " فأوضحت لهما كاترين صحة الايمان المسيحى فآمنا و نالا سر المعمودية المقدسة ،وحينما عاد الامبراطور أمر بقطع رأس زوجته والقائد وبتعذيب كاترينا ، فعذبها بأنواع كثيرة من العذاب و فى هذا كله كان الرب يعزيها ويعطيها سلاما ، ثم قطعوا رأسها و هى فى التاسعة عشر من عمرها ، و نالت اكليل الشهادة و دفنت بالاسكندرية ثم نقل الرهبان رفاتها الى جبل سيناء وهو موجود فى الدير المسمى باسمها بصحراء سيناء ، تعيد كنيستنا القبطية بعيد استشهادها فى 29 هاتور الموافق 8 ديسمبر . بركة صلواتها فلتكن معنا . آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق