23‏/01‏/2011

حكمت وابنها


كان مايكل مجتهداً فى دراسته . حلواً فى معاشرته . لكن إذا ما أظهر له أحد الناس أمراً ليس حسب مراده ، غضب وأحتد حتى ينسى نفسه فى غضبه ويعمل أعمالاً يندم عليها عندما يثوب إلى رشده .
وقد سبب هذا الولد لأمه حكمت ، حزناً شديداً ، فقصت عليه قصة رجل غضب مرة وفى ثوره غضبه قتل رجلاً آخر وكان جزاء فعلته الشنعاء الناتجة عن عدم ضبط النفس والغضب أن حكم عليه بالأعدام، فذهب فريسة غضبه .
وبما أن الأم كانت تعرف ميل ابنها لقصص الأبطال ، قالت له : ألا تود أن تكون بطلاً ؟ إعلم أن البطل ليس هو من يخرب الممالك ، بل هو من يملك نفسه ، كما قال الحكيم (البطىء الغضب خير من الجبار , ومالك نفسه خير ممن يملك مدينة ) (أمثال 16: 32 ) .
ونصحته أن يكرر هذه الآية كل يوم فى الصباح الباكر ولمدة أسبوع وبعد أن يفرغ من ذلك يصلى طالباً من الله المعونة لكى يغلب طبعه .
وفى أحد الأيام أهانه أحد زملائه بالمدرسة إهانة شديدة وانتظر الأولاد أن يهيج مايكل حسب طبعه المعهود ثم ينقض على خصمه منتقماً منه أشد انتقام ، ولكنهم اندهشوا عندما وجدوه صامتاً ورأوا يديه إلى أسفل بعد أن إحمر وجهه وكادت تظهر عليه علامات الغضب ، لكنه كظم غيظه وتغلب على طبعه .
ولم يدرى الأولاد سبب هذا التغيير مما زادهم دهشة ، ولكن حقيقة الأمر أنه تذكر قول الحكيم الذى لقنته له أمه فصلى إلى الرب ليمنحه قوة على العمل فمنحه ما طلب ، وفى ذلك اليوم ذهب إلى بيته وقال لأمه " لقد أثمرت كلماتك معى وأعاننى الرب فغلبت اليوم طبعى".
(من كتاب الأم نبع الحب والحنان لأبونا مرقس عزيز خليل )

16‏/01‏/2011

قالب الطوب



كان أحد الخدام فى طريقه ليلقى عظه , فرأى رجلاً يجلس على الكرسى المقابل له فى القطار ، وكان الرجل تظهر عليه علامات الأسى والحزن فسأله الخادم ( هل يمكننى أن أقدم لك خدمة يا صديقى ؟ ) .
فرد الرجل بخشونة (لا ، لا ) فعرض عليه المعونة مرات فرفض قائلاً ( لا يوجد من يهتم بى ).
وأفترقا . وبعد أن أنجز الخادم مهمته رأى نفس هذا الرجل يركب القطار معه من محطة صغيرة فى الطريق ، ولكن القلق كان مستحوذاً عليه أكثر من ذى قبل ، فبدأ الخادم يحادثه ويلاطفه فأنفرجت أسارير وجه الرجل وتعزى لأن انساناً يريد أن يفتح الحديث معه فأبتدأ يقص للخادم قصته فقال ( أنى محطم ، آه أنى تهدمت ! وأنت ترى أنى شيخ تخطيت السبعين , وعندما كنت صبياً هربت من بيت أبى ، بينما كانت لى أم صالحة , حقاً شعرت بالوحشة فى البداية وكنت أتذكرها دائماً ولكن بمرور الوقت صرت لا أذكرها .
لم أكتب لها خطاباً قط ولم تعرف مكان وجودى ، ومنذ وقت ابتدأت أفتكرها وحن قلبى إليها ، نعم لم أكن أتوقع أن تكون باقية على قيد الحياة ولكن ذكراها ظلت تقضى على مضجعى فصممت على أن أسافر من بلدى لأبحث عسى يمكننى أن أهتدى إليها .
ذهبت إلى كل الأماكن المجاورة وسألت عنها ولكن أحداً من جيرانها لم يعرفها ، أخيراً وجدت رجلاً عجوزاً تذكرها ولكنه لم يعرف أين دفنت , ثم خطر ببالى الكنيسة القديمة التى كانت مواظبة عليها وكنت أرافقها إليها فى أيام طفولتى .
ذهبت إلى الكنيسة ولكن عوامل البلى كانت ظاهرة عليها ، دخلت ، وكانت أرضها مبلطة بقوالب من الطوب الأحمر ، فأمكننى أن أهتدى إلى المكان الذى إعتادت أن تجلس فيه ، هناك البقعة التى كانت تضع قدميها عليها ، فركعت فى ذات المكان ، ولا أخفى عليك كم بكيت كالأطفال ، آه لو كان فى قدرة البكاء أن يعيدها ثانية إلى الحياة .
والآن يا صديقى أنت ترى هذه الأشياء فى يدى وسأحتفظ بها فى بيتى ، وما هى إلا القالب الذى كانت أمى تضع قدميها عليه وهو كل ما أمكننى أن أحفظه من ذكرياتها وها أنا آخذه معى ليكون وسادة تستريح عليها رأسى عندما أدفن فى قبرى )
هذه مأسة تجعل القلب ينزف دماً . فيا أيها الشباب لا تهملوا أباءكم الطاعنين فى السن ، بل اخدموهم كلما مرت السنون ...ما أجمل ذكريات الأم التى طواها الموت .
 (من كتاب الأم نبع الحب والحنان لأبونا مرقس عزيز خليل )

07‏/01‏/2011

الشهيد أبو فام الأوسيمى



سيرته :
ولد فى أوسيم بمحافظة الجيزة ، اسم أبيه أنستاسيوس واسم أمه سوسنة ، تربى تربية مسيحية وكان مداوم على الصلاة والصوم وأحب البتولية فلم يتزوج ، وصل خبره إلى الإمبراطور مكسيميانوس فأرسل إلى أريانوس والى أنصنا يطلب منه إخضاع القديس لعبادة الأوثان ، طلب أريانوس من القديس أن يبخر للأوثان فرفض بشدة ووبخه بقوله : لا سلام للأشرار يقول الرب .
عذاباته :
قام أريانوس بربطه بسلسلتين فى مؤخرة حصان وجره فى شوارع أوسيم ، لكن ظهر له الرب يسوع وفك قيوده وقواه .
بعدها وضعوه فى الهنبازين وألبسوه حذاء به مسامير وأمروه بالمشى عليه .
جاءت أم القديس ومعها 500 عبداً فشجعهم أبوفام على الاستشهاد واستشهدوا جميعاً .
عندما فشل أريانوس معه أرسله إلى مكسيميانوس الذى عذبه ثم أرسله إلى أرمانيوس والى الأسكندرية الذى عذبه ثم ردّه إلى أريانوس الذى أخذه فى مركب إلى أخميم وأمام طما توقفت المركب وظنوه شاحراً فأحضروا ساحراً الذى اعترف وآمن بإله القديس ونال إكليل الشهادة .
استشهاده :
أمر الوالى برمى القديس فى البحر ، ولكن الرب أنقذه وجلب ريح على المركب فقلبتها ، وصرخ الوالى إلى أبو فام لينقذه ويؤمن بإلهه ، أنقذه القديس لكن الوالى لم يؤمن وأمر بقطع رأس القديس فظهر رئيس الملائكة ميخائيل وأخبره بأنه سوف يدفن فى طما ، وقد وعده الرب يسوع أن اسمه سيصير مشهور ، وفى أى موضع به جسده ستظهر قوة الرب هناك ، ومن يطلب شىء هناك يستجاب له .
جسده :
موجود فى أبروشية طما بالصعيد وكنيسة العذراء مريم بأوسيم وكنيسة العذراء مريم بقرية سقيل مركز أوسيم محافظة الجيزة .
عيده :
تحتفل به الكنيسة فى شهر بؤونة .
شفاعته وصلواته فلتكن معنا دائماً . آمين .

بدون عنوان



السلام لأرواح شهداء كنيسة القديسين .
العزاء لقلوبنا الحزينة .
الفرح بميلاد فادينا المسيح.
المسيح قادر أن يفتح أبواب الفردوس لهذه الأرواح الشهيدة ، المسيح قادر أن يهبنا جميعاً العزاء لاجتياز هذه المحنة التى زلزلت كياننا ، المسيح قادر أن يفرح قلوبنا بميلاده فيها ، ولتكن قلوبنا مذود له تستقبله عند مولده فيُخرج منها جُدداً وعتقاء .
كل عام وأنتم بخير .

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner