24‏/12‏/2010

أم لخمس بنات


(3)
يا أم الأيتام ...يا زوجة الأرمل .. اعطينى أذنك المحبوبة لأحكى فيها هذه القصة :
ذهبت لزيارتها ..فهى خادمة من الخادمات ..ولم أرها منذ 20 سنة ..وجلسنا نتذكر أيام الخدمة وأشخاصها .
سألتها عن صديقتها الصدوقة ( عايدة ) .
فقالت لى : ربنا أعطاها مالم يعطه لأحد غيرها . فقد تزوجت من رجل له خمس بنات ..وهى سعيدة بهذا الزواج إذ كانت تتمناه من قبل ، أن تصير فى بيت يحتاج أن تخدمه لا أن يخدمها ..
- حاجة غريبة ..ده عكس اللى بنسمعه وبنشوفه ..
- أبداً يا أبونا ، ده هى شاكرة ربنا خالص وفرحانة ومعتبرة ده عطية من ربنا إئتمنها عليها ..
وإستطردت تقول لى :
إن أجمل ما قالته فى هذا الأمر ..أنا صرت أماً لخمسة بنات لم أحبل فى واحدة منهن ، ولم ألد إحداهن ، ولم أرضعهن ..بالمعنى البلدى أم ببلاش خالص بدون أى ثمن ..لقد ضمنت فى زواجى هذا أن أصير زوجة وأكون أماً ..إن الزوجة تصير أماً بعد زواجها بأمد قد يطول أو يقصر ..أما أنا ففى اليوم الذى صرت زوجة أصبحت أماً أيضاً .
إن قصر الحب على البنوة التى تخرج من البطن فقط هو نوع من الانانية وحب الذات ، فلما لا يكن كل هؤلاء الخمسة بناتى ؟ إن غيرى قد تعب فيهن ، حملت وولدت وأرضعت ، ثم قدمت لى هؤلاء لأكمل مسيرتها معهن .
- وبعدين ..أكملى ..
- بناء عليه ..حتى زوجها أيضاً يعاملها على أنها أمه ..فقد قال لها : أنا سادس أولادك ..لقد أنجبتى ولداً وخمس بنات ..

------------------------تمت--------------------------

(عن سلسلة من الحياة لأبونا سيداروس عبد المسيح)                 

النقيض

(2)
التقيت بها بعد 19 عاماً لم أرها فيها ، وكنت أعرف أنها قد تزوجت أرملاً ، حيث ذهبت بعدها لتهنئتها ، وكان لهذا الأرمل ولدان .
صافحتها ,وأبدت إستغراباً أنى لازلت اذكرها .
فقلت لها من 19 سنة من يوم ما إتجوزتى وأنا ماشفتكيش . فأحسست أن همساً يدور بين شابين يقفان بجوارها ، أأخطأت فى أن أسألها عمن يكون هذين ؟
فإقتربت من أذنى لتهمس فيهما : إن هذين الولدين هما ولدا زوجها ، وهما لا يعرفان أنى لست أمهما ، وهما لا يعرفان أيضاً ان والدتهما قد توفيت ، فقد عوضتهما عن كل شئ .
شدنى هذا الموقف فأكبرتها فى نظرى .
وهنا بدأت تراجعنى فى عدد السنوات فهى أكثر من هذا وأنت لا تتذكر ، ألا تعرف أن لى ابناً عمره 20 سنة ، وآخر عمره 22 سنة ، ودلوقتى ابنى الكبير قرب يخلص الجامعة .
ونادت عليهما وقدمتهما لى على أنهما نجلاها .
شكرت الله الذى أعطاها قلب الأم ، كما أعطاها بيتها .
فكما أخذت منزلها ، أخذت أيضا منزلتها .
    يتبع ----------- يتبع ------------ يتبع --------------

حكمة أم خبث ؟

(1)
     - تزوجته أرملاً .
كان له من البنين ولدان , وانجبت منه ابنها الأول ونجله الثالث .
تغيرت محبتها التى كانت تقدمها من قبل لابنيه ، فوليدها أحق بها منهما ، وبدأ فتور الحب يزحف نحو فؤادها الدافئ الدافق .
وأرادت أن تحتفظ بالصورة ، بعد فقدان الجوهر .
فلم تتنكر لحبها لهما ، ولكن نوازع عواطفها وخلجات قلبها لا يمكن لغير فلذة كبدها أن يشاركه فيها .
فهاها فكرها الى تصرف أو قل حيلة .
كانت تعجن فطيرتين ، حيث لا يسمح اقتصاد المنزل بثالثة .
ويصطف الأبناء الثلاثة فوق المائدة .
فتقدم لولدى زوجها الفطيرتين ، لكل منهما فطيرة ، ولا تعطى لولدها شيئاً .
ولكنها تقدم للولدين أمراً قبل الشروع فى إلتهام الطعام ، فكانت تقول لكل واحد منهما : " خذ نص الفطيرة و آدى أخوك نص " ، فللتو يقوم كل من الولدين بكسر فطيرته إلى شطرين ليناصفه شقيقه الثالث ، وابن زوجة ابيه ، فيها .
وبالتالى يكون هذا الابن الثالث قد أخذ شطرين ، من كل شقيق شطراً ، وأخذ الأشقاء الإثنين الآخرين ، كل منهما شطراً واحداً .
فيكون نصيب الولدين من الفطيرتين فطيرة واحدة ، أما الفطيرة الثانية فهى من نصيب الولد الثالث وحده .
هل تسمى هذا حكمة أم خبثاً ؟
إن بين الحكمة والخبث خيطاً رفيعاً ، كذلك بين الصدق والمبالغة ، والحب والمجاملة ، والغيرة والغضب و.....
بين كل هؤلاء خيط رفيع جداً فقد تنقلب الفضيلة إلى نقيضها ويضيع جهد صاحبها .
يا أمى ، يا زوجة الأب :
لماذا لا تكونين بالحقيقة أماً ؟ لماذا لا تعاملين أولادك وأولاده معاملة واحدة ؟ أم أنك تنتقمين منهم لأن أمهم قد أفسحت لك مكانها فى بيتها وبيتهم ؟ لماذا تضاعفين من اتعابهم وإيلامهم ؟

يتبع ------------- يتبع ------------ يتبع ----------- 

11‏/12‏/2010

مجرد عزاء

( عن كتاب خبرات فى الحياة لقداسة البابا شنودة الثالث )

إننى أذكر هذا الإنسان جيدا وما حكاه لىّ :
توفى والده بعد مرض طويل ، قضاه بين المستشفيات والأطباء والأدوية ..فجاء كثيرون يعزونه فى الكنيسة وفى البيت وفى سرادق العزاء ...ومضى كل منهم إلى شأنه .
وفى وسط كل هؤلاء ، سلّم عليه صديق عزيز إليه ، وهو خارج من سرادق العزاء ، وسلمه خطاباً ، وقال له : إقرأ هذا الخطاب سراً بعد رجوعك إلى البيت .
ولما عاد إلى بيته فتح الخطاب ، فقرأ فيه هذه العبارات : 
" لاشك أن مرض والدك قد كلفك أعباء مالية ضخمة ، ولعلك مديون بالكثير ، كما أن هذا السرادق والصرف على الضيوف يكلفك عبئاً مالياً آخر ، يضاف إليه إعلان النعى فى الجرائد " . 
" لذلك أرجوك قبول هذا المبلغ ، من قلب يحبك ويشعر بك ...لأنى أنا نفسى وقعت تحت أعباء مالية كهذه ، فى ظروف مشابهة ...وليكن الأمر سراً بيننا ..." .
      هذا الصديق قدم عزاءه ، ولم يكن مجرد عزاء .

09‏/12‏/2010

رسالة من السماء



غادر عامل التلغراف بيته وهو فى غاية القلق .
كان قد نقل ابنه فى منتصف الليل الى المستشفى حيث أجرى الأطباء له عملية الزائدة الدودية ( المصران الأعور) ، وتركه مع والدته فى المستشفى ثم سافر من بيته فى القاهرة ، الى عمله فى احدى المدن الصغيرة بمحافظة بنى سويف .
وهناك جلس شارد الذهن ، أمام آلة ارسال وتلقى الرسائل التلغرافية ، يفكر فى ترك عمله والعودة الى ابنه فى القاهرة . لكنه تردد ، حتى لا يتخلى عن مسئولية عمله ..فهناك عشرات البرقيات التى تحمل أخبارا عاجلة ، ستتأخر عن أصحابها اذا ترك عمله بغير أن يكون هناك من يحل محله .
وفجأة ، وجد نفسه يحدق فى نص برقية تلقاها وهو شارد الذهن .
وبذل مجهوداً كبيراً حتى استطاع أن يركز ذهنه مع الكلمات ، التى كانت موجهة إلى شخص لا يعرفه ، لكنها كانت تقول :
" ثق بالله ولا تقلق ...كل شئ على ما يرام ".
وأحس الرجل أن رحمة الله قد أرسلت له شخصياً هذه البرقية ، فقد كانت كلماتها هى نفس ما يحتاج إليه فى تلك اللحظات !!
وغمره شعور بالراحة والاطمئنان ، وأقبل على عمله بثقة وتفاؤل .

(عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى)

الانسان الروحى


  عن كلمة لنيافة الأنبا موسى أسقف الشباب:

+ الانسان الروحى يجب أن يكون :
1-   نور--------> النور ينتشر.
2-   ملح -------> يذوب من غير ما يضيع .
3- خميرة -------> تُحيى ما تُوضع فيه ----> الانسان الروحى يُحيى العالم من عنده .
4-   رسالة -------> يقرأوا فىّ سطور من حياة المسيح.
5-   الرائحة الزكية ----->يشتّموا فىّ الرائحة العطرية للرب يسوع .
6- سفير ------> اذاً نسعى عنه كسفراء ---> سفير للمسيح يتحدث بلغة السماء لكل من حوله .

+ يجب على الانسان المسيحى الروحى أن :

(1)     يحب ------> كل من حوله .
(2)        يتفاعل ----> بدون ما يُضيّع ما لديه من مبادئ .
(3)        يساهم ----> فى كل الانشطة الاجتماعية الموجودة فى المجتمع .

                      * * * * * * * * * * * * *

07‏/12‏/2010

فسخ الخطوبة


بعد انتقال أبونا بيشوى كامل الى السماء ، حدثت مشاكل كبيرة فى احدى الخطوبات ، وقرر الخطيب _والذى كان رجلا عنيفا جدا _ أن يفسخ هذه الخطوبة ، ورفض أن يكمل رغم كل محاولات الصلح بينهما ، ومعروف حسب قانون الكنيسة ، ان طلب أحد الأطراف فك الخطوبة عليه أن يترك كل حاجياته للطرف الآخر ، ولكن هذا الخطيب رفض أن يترك شيئا ، وصمم أن يأخذ الشبكة وكل هداياه ، وهدد ووعّد العروس وأسرتها لو رفضوا ارجاع تلك الأشياء .
فأحسست بصعوبة الموقف مع تشدد والدا الخطيبة (والكلام هنا على لسان أبونا أبرآم فانوس كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج ) . وحددت ميعاد لكى آخذ الخطيب الى منزل العروس لكى يسترد ما له .
وفى الميعاد وقبل أن نذهب طلبت من الخطيب أن نمر على الكنيسة ودخلت بسرعة الى مزار أبونا بيشوى وهناك صرخت من قلبى الى الله لكى يتدخل عاجلا ويحل هذه المشكلة  .
وقلت لأبونا بيشوى "لن أذهب الا لما أحس أنك جاى معايا دلوقتى وتدخل البيت قبلنا وبصلاتك ربنا يهدى النفوس" ...وفعلا ذهبنا بكل ثقة ...أبونا بيشوى كامل والخطيب وأنا ، الى منزل العروس ، وبعد أن جلسنا وقبل أن أتكلم بأى كلمة ، جاء الأب وقال : " حصل خير يا أبونا ومافيش أى مشكلة ، قومى يا بنتى(الخطيبة) هاتى كل حاجاته ، واحنا مش عايزين حاجة الا المحبة والسلام ، وربنا يرتب الصالح لأولاده .
وهنا أحسست برهبة شديدة وفرح كبير فى آن واحد .
كيف أن المشكلة اتحلت بسرعة مدهشة وسهولة عجيبة ، وبدون كلمة واحدة ، وكيف أن ملامح الخطيب التى كانت منذ لحظات تكشف عن الغضب والثورة والاستعداد للمشاجرة ، كيف أنها انقلبت تماما الى هدوء وابتسامة وحب .
أتعرف يا عزيزى كيف جرى ذلك ؟ انها بركة صلوات أبينا الحبيب بيشوى كامل .
حقا أنه مازال يعمل بحب عجيب ، يخدم أولاده ، يشعر بآلامهم ويصلى لأجلهم .

 
(عن كتاب القمص بيشوى كامل حامل الصليب لأبونا جرجس سامى – كنيسة مارجرجس اسبورتنج )

06‏/12‏/2010

الطائر الذى باع جناحيه


ذات مساء ، لاحظت الأم ابنها (سامح) وهو مستغرق فى تفكير عميق ، فسألته فى رفق : " أرجو ألا تكون قد ذهبت بعيدا بأفكارك يا سامح ؟ " .
قال سامح : " بل ذهبت بعيدا جدا ..كنت أفكر فى عشرات الآلاف بل فى مئات الآلاف من الجنيهات ...أتمنى أن نصبح أغنياء يا أمى أنا على استعداد أن أفعل أى شئ لنصبح أغنياء "
صمتت الأم وظهر عليها القلق ، فقال لها سامح : " أرجو ألا تكونى قد ذهبت بعيدا بأفكارك يا أمى ؟ .
قالت الأم ببطء : " كنت أفكر فى قصة الطائر الذى باع جناحيه " . سأل سامح : " ما نوع هذا الطائر ؟ " .
قالت الأم : " أعتقد أنه عصفور من نوع (أبو الفصاد) . هذا العصفور يحب حشرة النّطّاط ، واعتاد أن يقول انه مستعد أن يفعل أى شئ ليأكل مزيدا من النطاط .
وحدث ذات يوم أن شاهد العصفور رجلا يدفع أمامه عربة وينادى قائلا : " أبيع النطاط فى مقابل الريش ..أبيع النطاط فى مقابل الريش ..كل ريشة بنطاطين ".
ونزل أبو الفصاد ووقف على العربة فى مواجهة الرجل وسأل : " هل هذا النطاط طازج ؟" أجاب الرجل الغريب : " كله طازج يا عصفورى الصغير ".
وجذب أبو الفصاد ريشة من جناحه ، فشعر بشئ من الألم لكنه ألقى بالريشة للرجل البائع وقال : " أعطنى نطاطين " وعندما كان أبو الفصاد يأكل النطاط أحس ببعض القلق ، لكنه وجد أن أحدا لم يلحظ أن ريشة قد نقصت من جناحه فنسى قلقه ..
فى اليوم التالى نزع أبو الفصاد ثلاث ريشات من جناحيه وانتظر حتى أتى الرجل صاحب العربة وأخذ الرجل الريشات الثلاث وأعطى العصفور عددا كبيرا من الحشرات . وهكذا أصبح أبو الفصاد زبونا دائما لبائع النطاط .
ذات يوم اكتشف أبو الفصاد أنه لا يستطيع الطيران وعندما حاول ذلك سقط على الأرض !! عندئذ فقط اكتشف أنه ارتكب خطأ كبيرا !! وظن أنه يمكن اصلاح هذا الخطأ بسهولة ، فراح يشقى فى جمع عدد من النطاط من بين النباتات ثم وقف ينتظر مجئ الرجل صاحب العربة .
وعندما ظهر الرجل قال أبو الفصاد وهو يقدم له الحشرات : " هل أستطيع أن أعرف كم ريشة يمكن أن تعطينى فى مقابل كل هذا النطاط ؟ "
ضحك الرجل طويلا ودفع عربته مستمرا فى سيره وهو يقول : " ان عملى هو بيع النطاط وليس شراءه ".
وسأل سامح أمه :"وكيف انتهى الحال بالعصفور يا أمى ؟" قالت الأم :" مات عندما عجز عن الطيران ودفنته بقية الطيور فى قبر عند جذع شجرة . وكان كل عصفور يأخذ أولاده الى تلك الشجرة ويقول :" هنا يرقد عصفور باع ريشه فى مقابل النطاط ، الى أن فقد جناحيه ، ثم فقد الحياة ...."
                    
                     ****************

وساد سكون طويل بين سامح وأمه ، وأخيرا سأل سامح :" ماما ...هل كنت أقول اننى مستعد أن أفعل أى شئ لنصبح أغنياء ؟" . فقالت الأم :" نعم ..قلت ذلك فعلا يا سامح !!" .
وفى تصميم قال سامح: " اذن اسمعى يا أمى .. مستحيل أن أكون مثل هذا الطائر ..لا ..لن أبيع أجنجتى أبدا ، ولو فى مقابل أكوام من الذهب " .
ثم قبّل أمه وذهب لينام .

(عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى ) 

أنا ساكن فى البلكونة دى


المتنيح القمص / جرجس بشارة وكيل مطرانية قنا الأسبق وكاهن المرقسية بالأزبكية لفترة طويلة ثم أخيرا كاهن كنيسة العذراء مريم بشارع درياس بعين شمس ..بالقاهرة .
ذات يوم نزل من منزله بشارع طومانباى بالزيتون ، ووقف أمام بيته ينتظر تاكسى ، وأشار لسائق تاكسى وتوقف سائق التاكسى ، وقبل أن يركب أبونا جرجس التاكسى قال للسائق " يا ابنى أنا ساكن فى البلكونة دى " .
فتعجب سائق التاكسى ، وقال فى نفسه ، وأنا مالى وهل كل من يركب يقول للسائق عن سكنه ؟ , وسأل السائق عن اتجاه أبونا فقال له عين شمس ، وقاد السائق سيارته ، وعند دخوله عين شمس التفت الى أبونا الذى يجلس بجواره فوجده أمال رأسه الى جانب الباب ...حاول السائق أن يكلمه ، ولكن أبونا جرجس لم يجبه ، فأدار السائق عجلة القيادة وعاد به الى المنزل وهو يقول " علشان كده قال أنا ساكن فى البلكونة دى ..صحيح الراجل ده من أولياء الله الصالحين " .
 وطرق الباب وأصعدوه وهو جسد بلا روح بعد أن انطلقت نفسه المباركة مع كهنة الله العلى فى الفردوس.

(عن كتاب عند لحظات الموت للقس يوأنس كمال)               

صاحب الاسم المجهول


سافر أحد رجال الدين الى قمم جبال الألب فى فصل الشتاء وكان الثلج كثيفا والرياح باردة ، فتعب من شدة البرودة والجوع واذ رأى أنه لا قوة له على المسير بعد ، اضطجع على الثلج ونام .
ولو ترك على هذه الحال لنام نوما أبديا ، غير أن فلاحا وصل اليه فمسكه وهز جسمه وناداه ورق لحاله واظهر له الحنان واعطاه ماء ليشرب وطعاما ليأكل ثم حمله فى سيارته وأوصله الى القرية المجاورة .
فاذ شعر رجل الدين بعظمة هذا المعروف ، قدم للرجل بعض الدراهم مكافأة له على حسن صنيعه ، فرفض الرجل أخذها قائلا ( أن هذا واجبنا أن نساعد بعضنا بعضا وعندى أن قبول الأجرة يعد اهانة لعمل كهذا هو من ضروريات اظهار المشاعر الانسانية ) فقال له الكاهن ( اذا عرفنى اسمك حتى أذكره للرب فى صلواتى ) ، فأجابه الفلاح الأمين ( بما أنك خادم للأنجيل فأرجوك أن تخبرنى عن اسم السامرى الصالح ) فقال الكاهن ( لا أعرف اسمه ) فأجاب الفلاح ( اجعل اسمى مجهولا كأسمه فالرب يعلم بهما كليهما ) .

( عن كتاب لنعمل معه لأبونا مرقس عزيز خليل )

الجانب المضئ


فى مواجهة الشقة التى تقيم بها عائلة من أصدقائى ، تسكن سيدة بمفردها بعد وفاة زوجها ، ويأتى أولادها لزيارتها بين وقت وآخر .
وذات مرة ، كنت أزور أصدقائى ، فوجدت جارتهم عندهم ، ولاحظت أنها لا تستطيع تحريك احدى ساقيها الا بصعوبة بالغة ، وبألم شديد كانت تخفيه خلف ابتسامة راضية .
وعندما عادت الى شقتها ، قال لى صديقى " هل رأيت هذه السيدة ؟! انها نموذج رائع لقدرة الانسان على مواجهة أسوأ الأمور بابتسامة .
لقد أصيب ساقها بالروماتيزم ، وتكاد لا تستطيع تحريكها ، لكنها تقول راضية : " أنا سعيدة الحظ .. لقد أصبت مرة بهذا المرض فى ساقى الاثنتين ، والحمد لله ، لم يعاودنى هذه المرة الا فى ساق واحدة " .
وذات مرة ، خرجت الى السوق ، وضاع منها كيس نقودها به عشرين جنيها هى فى أشد الحاجة اليها ، فرجعت تقول مبتسمة : " الحمد لله أننى لم أكن أضع فى الكيس كل مبلغ المعاش الذى أتسلمه أول كل شهر " .
وذات يوما أفسد الكواء ثوبا أرسلته اليه ، فسمعتها تقول : " لقد قال لى كثيرون ان هذا الثوب لم يعد يناسب سنى ، لكننى رغم ذلك كنت أرتديه .. الحمد لله أنه خلصنى منه " .
وهكذا فانها تستطيع أن تجد جانبا مضيئا فى كل كارثة تحل بها ، وتظل ابتسامتها قادرة على مواجهة كل تقلبات الحياة ..
 (عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى ) 

الطبق والكوب


قال الكوب الزجاجى الفارغ ، للطبق الخزفى الذى يحمله " لست أفهم ما الذى أتى بك تحتى ؟ انه أنا الذى أحفظ المشروبات الساخنة والباردة ، فما هو عملك ؟  انك تريد مجرد الظهور أمام الضيوف وأهل البيت ...ما أنت الا قطعة زائدة يحسن الاستغناء عنها ".
بعد قليل امتلأ الكوب بالشاى الساخن ، وأطبقت عليه أصابع صغيرة لصبى صغير .
ما ان رفع الصبى الكوب حتى لسعته الحرارة الشديدة وفى الحال أفلتت الأصابع الصغيرة الكوب ، ليسقط على الأرض ويتحطم مائة قطعة !
نظر الطبق الى بقايا الكوب وتنهد فى أسف قائلا : " لو كنت أنا الذى أحملك عندما رفعك الصبى لما جرى لك ما جرى ، ومن الغريب أننى لم أتذمر أبدا من حملك ، رغم أننى كنت أحميك دائما من مثل هذا المصير ، بينما لم تتحمل أنت أن أظل معك فى مكانى المتواضع ...لقد كنت تخشى أن أفوز بشئ ولو قليل من تقدير الناس ، فكانت النتيجة أن فقدت كل حياتك " .

(عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى ) 

02‏/12‏/2010

أقوال لبعض الأدباء والفلاسفة ج3


+ الأمل كالشمس ، كلما تقدمنا منها ألقت بظل متاعبنا خلفنا .
                                                ( صموئيل سميل )
+ليس ثمة أجمل من القول صراحة : أنا على خطأ.
                                                ( توماس كارلايل )
+ الطبيعة هى فن الله .                     (دانتى )

+ الموسيقى هى حديث الملائكة .
                                             ( توماس كارلايل )
+ اجعل سرك الى واحد ، ومشورتك الى ألف .
                                            ( طاغور )
+ الكسل وسادة الشيطان .
                                           ( الاسكندر المقدونى )
+ يولد الانسان وطوله نصف متر ، ويموت وطوله متر ونصف ، فهل كل هذا العذاب من أجل متر ؟
                                                                  ( أديب )
+ يعرف الولد أمه من ابتسامتها .
                                                   ( فرجيل )
+ ألم النفس أشد عذابا من ألم الجسد .
                                                   ( سيريوس )
+ الفن الجيد مثل الطعام الجيد ، تتذوقه ولا تستطيع أن تشرحه .
                                                  ( بيكاسو )

أقوال لبعض الأدباء والفلاسفة ج2


+ الحب جحيم يطاق ، والحياة بدون حب نعيم لا يطاق
                                                  (كامل الشناوى)
+ هذا من غير شك حلم البشرية ، أن يتحقق يوما الغاء الجوع ، ويصبح الطعام لكل فم ..
                                                ( توفيق الحكيم )
+ الخير يجد على الدوام فى نهاية المطاف ثوابه ، كما يجد الشر قصاصه ، ان لم يكن فى هذه الحياة الدنيا ، فعلى كل حال فى الحياة اللاحقة التى تبدأ بعد الموت.
                                                ( سيجوند فرويد )
+ حيث يكون السلام يكون الله .
                                                (هربرت سبنسر)
+ علم ابنك الصدق ، والصدق يعلمه كل فضيلة .
                                                ( جرجى زيدان )
+ اذا هبت رياح الغضب أطفأت سراج العقل .
                                                 ( نجوسول )
+ الفقير يتعب من أجل وجبته التالية ، والغنى يتعب بسبب وجبته السابقة .
                                                 ( أتون )
+ الزواج كالخضار المسلوق ، صحى ، وليس له طعم .
                                                  ( أديب )
+ خبز وطنك أفضل من بسكويت الأجنبى .
                                                  ( فولتير )
+ من اشتغل بالتشريح ازداد ايمانا بالله .
                                                   ( ابن رشد )

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner