30‏/10‏/2010

حبة الخردل واللؤلؤة


كثيرا ما أفكر فى حبة الخردل واللؤلؤة ، حبة الخردل صغيرة ، أما اللؤلؤة فهى براقة من كل جهة .
كثيرين من المؤمنين مثل حبة الخردل لا يكون فيهم جمال أو جاذبية ، بينما كثيرون من أهل العالم غير التائبين يعجبون بأنفسهم وبأخلاقهم ويفتخرون بأنهم أفضل من أبناء الكنائس ، وهم على حق لأنهم يشبهون اللؤلؤة ، لكن دعنا نزرعهما ونتركهما فى الأرض لمدة 10 أعوام ، ثم نعود ثانية فماذا نرى يا ترى ؟ !
سنجد فى مكان حبة الخردل شجرة ضخمة ، قوية ومستقيمة تستطيع أن تقاوم الرياح التى تجتاحها ، والآن دعنا نحفر فى المكان الذى فيه حبة الخردل واللؤلؤة  ، سوف لا نجد شيئا سوي اللؤلؤة ، والفرق بين حبة الخردل و اللؤلؤة هو أن الأولى فيها حياة أما الثانية فلا حياة فيها .
هكذا الأمر بالنسبة للانسان الطبيعى و الانسان الروحى ، الروحى له حياة أبدية أما الطبيعى فلا حياة له ، الانسان الروحى عنده حياة الله وسوف يحيا مع الله الى الابد أما الرجل المؤدب ، فمع أنه جذاب من الخارج الا أنه ميت ، أنه لا يمتلك أهم عنصر فى الوجود ألا وهو الحياة .
ولذلك نجد أن الأخلاق وحدها ليست كافية لأنها خالية من الحياة .
(عن كتاب الأبدية لأبونا مرقس عزيز خليل )

ايرينى التى ربحت النفوس


ذهبت ايرينى الصغيرة مع أبويها الى مكان جديد وسكنوا فيه وكانت ايرينى تحب الرب يسوع المسيح وتعلمت عنه فى مدارس الأحد . ففكرت أن تكون نافعة لخدمته وبعد التفكير أستأذنت من أمها يوما أن تأذن لها أن تدعو بنات الجيران الى منزلهم فأذنت لها ، فذهبت ايرينى الى أول بيت ورأت فيه ابنتين من عمرها وبعد التعارف سألتهما : ( هل تذهبان الى مدارس الأحد ؟ ) ، ولكنهما لم يجيبا بشئ لعدم معرفتهما بمدارس الأحد فقالت لهما ( تعاليا معى الى بيتنا الأحد القادم بعد الظهر بساعتين وأنا أريكما ماذا نفعل فى مدارس الأحد ) .
ثم أخذت ايرينى وعدا من أربعة أولاد أيضا فى ذلك الحى , ولما أتى يوم الأحد جاء الستة الى البيت فى الموعد المعين ، فرحبت بهم وأدخلتهم الى غرفة الجلوس وقالت ( هأنذا أريكم ما هى مدارس الأحد ) ثم أخذت كتاب الترانيم وأختارت بعضا منها مما تعودت على الترنم به فى البيت ورنمت ثم قرأت الدرس الذى قصدت أن تعلمه بعدما ركعت للصلاة ثم قالت ( أريد أن أخبركم عما أتذكره من شرح معلمتى لنا فى هذا الدرس ) وتكلمت نحو ربع أو ثلث ساعة وظل الأولاد صامتين وهم يسمعونها ثم قالت لهم ( ما هو فكركم عن مدارس الأحد ؟ ) ، فقالوا ( أنها شئ رائع ) ووعدوا بالمجئ اليها فى الأحد القادم وأن يجتهد كل منهم أن يأتى بولد آخر وفى الأحد التالى صار العدد 12 ولدا . وفى الأحد الذى بعده صار العدد 24 ولدا .
وقد سر الكبار فى هذا الحى بهذا العمل العظيم وانتظم منهم صف لدراسة الكتاب المقدس فنمت المدرسة ، ولم تعد غرفة الجلوس كافية لتسع الحاضرين فتألفت جماعة منهم للقيام ببناء كنيسة وقد صارت فيما بعد من الكنائس العظيمة .
وكل ذلك لأن ابنة صغيرة أرادت أن تكون نافعة فى خدمة من أحبها فبارك الرب عملها أكثر مما ظنت بكثيرا جدا .
(عن كتاب لنعمل معه لأبونا مرقس عزيز خليل )

28‏/10‏/2010

القديسة كاترين الاسكندرانية



ولدت هذه القديسة من أبوين مصريين وثنيين بمدينة الاسكندرية سنة 10 للشهداء ، 294 م ، دعوها باسم " ذوروثيا " وهبها الله عقلا راجحا و جمالا فائقا ، فدرست الفلسفة و الشعر و الموسيقى و الطبيعة و الرياضة و الفلك والطب ، أدركت من خلال دراستها بطلان العبادة الوثنية وفسادها ، فحركت النعمة الالهية قلبها للبحث من الحقيقة ، وشاهدت فى ورؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع ، فأسرعت الى أحد الكهنة المسيحيين وقصت عليه الرؤيا وطلبت الارشاد ، و هنا بادرها الكاهن بقوله " ثقى يا ابنتى أن الرب يسوع يريدك أن تكونى ابنة له " ، وصادف هذا الكلام ما يجول فى داخلها فعكفت على دراسة الكتاب المقدس يساعدها فى ذلك الكاهن ، فاستنارت بصيرتها و ألحت عليه فى طلب المعمودية و عمدها باسم " كاترينا " أى الاكاليل الكثيرة .
بعد أن نالت بركة المعمودية اشتاقت أن تجاهد فى تثبيت المؤمنين بالرب يسوع المسيح ، ولما سمع الامبراطور مكسيميانوس قصتها غضب ، و أرسل الجنود ليأتوا بها الى المعبد الوثنى حيث كان الامبراطور ، و هناك وبخته على ضلاله و جهله فاندهش الامبراطور لشجاعتها و انبهر لجمالها المفرط ، فاستدعاها الى قصره و أ حضر لها خمسين عالما وثنيا و استطاعت بنعمة الرب أن تقنعهم بصحة الايمان المسيحى ، فقبلوا الايمان بالسيد المسيح كمخلص لهم ، فأمر الملك باحراقهم و نالوا أكاليل الشهادة ، لكنه استبقى كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلق قلبه بها لعلها تتراجع و تصير زوجة له ، الا أنها رفضت عروضه متمسكة بايمانها .
أمر الامبراطور جنوده أن يعذبوها بأشنع العذابات ثم وضعوها فى السجن و طلب من زوجته محاولة اقناعها بانكار المسيح ، و لما ذهبت الامبراطورة الى السجن كان معها القائد " بروفيريوس " فأوضحت لهما كاترين صحة الايمان المسيحى فآمنا و نالا سر المعمودية المقدسة ،وحينما عاد الامبراطور أمر بقطع رأس زوجته والقائد وبتعذيب كاترينا ، فعذبها بأنواع كثيرة من العذاب و فى هذا كله كان الرب يعزيها ويعطيها سلاما ، ثم قطعوا رأسها و هى فى التاسعة عشر من عمرها ، و نالت اكليل الشهادة و دفنت بالاسكندرية ثم نقل الرهبان رفاتها الى جبل سيناء وهو موجود فى الدير المسمى باسمها بصحراء سيناء ، تعيد كنيستنا القبطية بعيد استشهادها فى 29 هاتور الموافق 8 ديسمبر . بركة صلواتها فلتكن معنا . آمين .

27‏/10‏/2010

التاجران

 قال القديس يوحنا فم الذهب مقارنا بين من يهتم بالسماء معتبرا الأرض دار غربة ومن يقصر كل همه على هذا العالم " انهما يشبهان تاجرين سافرا الى بعض الآقاليم لابتياع التجارات وحين بلغا سالمين وطلعا الى المدينة افترقا فمضى كل واحد منهما الى غايته .
 أما أحدهما فانه شمر عن ساعده العزم وقام على قدم الاجتهاد وأخذ يجول الآسواق و أماكن المتاجر و يسأل السماسرة وأهل الخبرة بتلك البلاد عن البضائع النافعة و المتاجر الرابحة و يجتهد فى الابتياع ليلا و نهارا و لا ينظر الى لذة و لا شهوة الى أن أكمل ما يحتاج اليه ثم استراح أخيرا . 
أما الآخر فانه عندما طلع الى المدينة أخذ يسأل أهلها عما بها من البساتين و الحمامات و محلات الخمر و أماكن اجتماع المضحكين والحسان من النساء و مازال يقضى الأوقات هكذا ساعة فى الحمام وساعة فى البستان وساعة يأكل و يشرب وساعة يضحك المخايلين وكلما رأى رفيقه مجتهدا محصلا لآصناف البضائع يخاطبه معنفا على الانهماك فى التعب والاعراض عن الملذات و هو لا يلتفت اليه الى حين انقضاء الأجل المفروض للتجار وضرب البوق بالرحيل و أقبل رجال المملكة و حراس المدينة على اخراج الغرباء من مدينتهم كالعرف المعتاد عندهم .
أما ذاك التاجر الحازم اللبيب فانه عندما سمع صوت أبواق السفر نهض فرحا مسرورا لسرعة العودة الى الآوطان بما حصله من أصناف البضائع النفيسة ، و للوقت حزم المتاجر وسار سالما غانما ، و أما ذلك العاجز الخائب فانه عندما سمع صوت الرحيل و بلغ اليه الأجناد المخرجون الغرباء من مدينتهم تيقظ من غفلات الجهل و نوم الكسل و أقبل على ذاته بالبكاء والندم و الأسف و العويل و هو يسترحم فلا يجد راحما ويستعطف فلا يجد متعطفا  حيث أصبح بين التجار فقيرا خائبا اذ لا مال و لا جمال ولا زاد و لا متاجر وهو مستقبل البرارى المخوفة والطرقات الهائلة و خليق بمثل هذا أن يموت خوفا ويهلك جوعا وهلعا .
لو كان لك أن تدوم فى هذه الحياة لجاز لك أن تقتنى فيها دورا ومالا وتذخر الخيرات الوافرة الجزيلة ولكن كل ما تقتنيه ههنا ليس هو من نصيبك لأنه قريب ذلك الوقت الذى تخلفه فيه لسواك .
 قال المرتل " من الناس بيدك يارب من أهل الدنيا . نصيبهم فى حياتهم . بذخائرك تملأ بطونهم . يشبعون أولادا و يتركون فضالتهم لأطفالهم . أما أنا أنظر وجهك ، أشبع اذا استيقظت بشبهك " ( مز 17 : 14 ، 15 ) .
(عن كتاب طريق السماء للقس منسى يوحنا )

الاغتباط ..من وراء القيراط


أعرف رجلا كان شديد الالتصاق بالرب ، كان يصلى صلوات الاجبية السبعة ، لا تفوته صلاة . بلغ من قوة ايمانه ، أنه كان يخرج الشياطين باسم الرب , ورغم هذا كان يشغل وظيفة بسيطة فى احدى مدن وجه بحرى ، ويحصل على راتب قدره 10 جنيهات ويعيش قانعا راضيا .
ذات يوم أراد أحد الفلاحين أن يبيع قيراطا من الأرض ويهاجر من بلدته ، فلما التجأ الى هذا الرجل الطيب ... اعتذر له بضيق ذات يده ، فألح الفلاح عليه الحاحا .
وقبل الفلاح أن يأخذ ثمن القيراط 18 جنيها بالتقسيط على 18 شهرا .. و أخيرا قبل الرجل الطيب لمجرد أن يؤدى خدمة لهذا الفلاح .
وبعد 18 شهرا ، سجل القيراط ، ويشاء الله فى السنة التالية مباشرة أن يحدث تخطيط جديد .. ويقع القيراط فى أرض تحولت الى مبانى ويعرض على الرجل الطيب 6000 جنية ثمنا للقيراط ( وهو مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت ) وقد فضل أن يشترى بالثمن المتحصل عمارة من أربعة أدوار بكل دور شقتان وتدر العمارة مبلغا كبيرا .. فى الشهر .
وأنت تقول كل من قيراط ، من 18 جنيها .. وأنا أقول لك انها مشيئة الله ! واذا أراد الله أن يوصل الخير لأحد أبنائه فانه يشق له فى البحر طريقا ، أو يبارك فى القليل الذى معه ، أنه يستطيع أن يحول التراب تبرا ، والرماد ذهبا .
والحقيقة التى لا جدال فيها أنه لا مرد لمشيئة الله .. هو قال فصار ..وأمر فكان ..وقضاؤه بين الكاف و النون ، أى قوله كن فيكون !!

(من كتاب مذكرات كاهن للقمص بطرس جيد )

26‏/10‏/2010

الحكاية خلاص


القمص دانيال ابراهيم كاهن كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بالجيزة وأول من تعب فى تأسيس الكنيسة .. كان رجلا وقورا يحب القداسات اليومية ويضع أمام عينيه شعار روحى يردده دائما ( أنا خدام الجميع ) . مرض فى نهاية أيامه ولكنه تماثل الشفاء ، وبدأ ينزل خدمته وان كان يتحامل على نفسه ، الا أنه ذات يوم شعر ببعض التعب ..لم يكن تعبا منذرا بشئ مخيف ولكنه أمر متكرر ..ذهب اليه الأب المحب القس رويس بخيت كاهن كنيسة مارجرجس بالعجوزة بحكم انه طبيب ، و أحد الأبناء الروحيين للقمص دانيال ابراهيم ..فأشار أبونا رويس على أبونا القمص دانيال بالأنتقال الى المستشفى ..للاطمئنان والفحوص ، ولكن أبونا دانيال حسم الكلام وهو جالس على كنبة فى صالة شقته : " الحكاية خلاص ..أنا مش منقول من على الكنبة ..أنا هاموت على الكنبة دى .. " وبعد حوالى نصف ساعة انطلقت روحه مع الأربعة والعشرين كاهنا ..ويرقد فى الرب . 
(عن كتاب عند لحظات الموت للقس يوأنس كمال)               

25‏/10‏/2010

القلب البسيط




بقلم القس / رافائيل آفا مينا

كان البابا كيرلس السادس يملك قلبا بسيطا يحنو و يحتمل الجميع ... و أذكر قصة حدثت عندما كان البابا راهبا بسيطا يدعى أبونا مينا المتوحد ، وهذه القصة حدثت مع رئيس شمامسة يدعى " عم فكرى " و كان رجلا تقيا ترك عمله بسبب ظروف مرضه فكان يذهب بانتظام للصلاة مع أبونا مينا و كان قد اتفق معه على ألا يصلى سرا و ألا يتعجله فى المردات .
و فى أحد الأيام كان أبونا مينا يريد الانتهاء من القداس بسرعة فلم ينتظر أن ينتهى عم فكرى من المرد و بدأ يصلى الأوشية ، فترك عم فكرى الكنيسة ... فأكمل أبونا الأوشية و خرج ليبحث عن عم فكرى فوجده جالسا على مصطبة أمام الكنيسة فسأله " مالك يا عم فكرى ؟ " فأجاب " احنا اتفقنا انك ما تاكلش المردات " فقال له " طيب حقك على ، حاللنى يا ابنى " فرد عم فكرى " الله يحاللك " و أكملوا القداس و لم يعاتبه أبونا فيما بعد بل احتمله بكل وداعة .
 ومرت الأيام وأصبح أبونا مينا البابا كيرلس السادس ... وفى أحد القداسات _ وكان معه عم فكرى أيضا _ قال سيدنا أحد الأوشيات سرا و انتظر عم فكرى أن يرد عليه بالمرد فلم يفعل ..فقال البابا " ايه يا عم فكرى ما تقول اسجدوا لله " فرد عليه قائلا " هو أنا سمعت حاجة ؟! أنا أرد لو سمعت بس " فسأله البابا " يعنى أعيد الحته اللى قلتها فى سرى ؟" فأجاب عم فكرى " أيوه " ..فرد البابا بكل هدوء و تواضع " حاضر " ... لقد فعل هذا و هو البطريرك دون أن يغضب أو يعاتب .
وهذه القصة رواها لى عم فكرى بنفسه دلالة على بساطة قلب البابا كيرلس ..فقد احتمله فى سنه الكبير و مرضه الذى جعله سريع الغضب ...


23‏/10‏/2010

رسالة الى قلب جريح



فى ظروف قاسية انتقل أحد الأحباء من هذا العالم بعد أن نجحت عملية نقل النخاع له ، وعان الذى وهبه جزءا من نخاعه متاعب جسدية كثيرة ..وساد الحزن على الأسرة والأحباء ، فتساءلت أخته فى مرارة : لماذا سمح الله بهذه التجربة القاسية ؟ ، ولماذا سمح له أولا بنجاح العملية ثم يسمح بانتقاله من هذا العالم ؟ لماذا الآلام التى نجتازها؟ وقد بعثت اليها برسالة ، رأيت أن ننشرها لنفع كل قلب جريح :
الأخت المباركة فى الرب ..
سلام ربنا يسوع المسيح الذى تألم عنا ومات ثم قام يكون معك ويرافقك ، وتعزية الروح القدس ترفع قلبك ليدرك أبوة الله الحانية ، ويتفهم خطته الالهية من جهتنا .
فى هذه الظروف القاسية التى تجتازين اياها أتذكر أخا مباركا عاش فى وسطنا فى ملبورن أستراليا ، أصيب فى حادث أليم ، وبعد قليل اكتشف أنه مصاب بمرض السرطان ، وأن الأورام قد تغلغلت فى كل جسمه ، وتوقع الأطباء رحيله فى خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ..
واجه هذا الأخ توقع الموت ببهجة قلب لم أر مثلها ، بل كانت أحاديثه معى ومع من يزوره من شعب الكنيسة حول اشتياقه الصادق الى ملاقاة السيد المسيح ، مع أنه كان حديث المعرفة به . كان يترقب انفتاح آخر باب يفصله عن رؤية محبوبه السيد المسيح السماوى ، ألا وهو الموت .
هذه قصة عشتها منذ سنوات فى أستراليا ، وأعيشها بصورة أو بأخرى مع كثيرين يرون فى الموت انطلاقة نحو الوطن الباقى أبديا .
كثيرا ما نسأل : " ولماذا يسمح الله لنا بالألم ؟" . وتأتى الاجابة : من يستحق أن يرافق السيد المسيح فى آلأمه ؟ من يتأهل لهذا الشرف العظيم ؟
الألم هو مدرسة الهية ندخلها ولو بغير ارادتنا لنتعلم حياة التسليم والشكر لله ، فنعبر فوقه ، وننعم خلال صراعنا معه بالمجد الداخلى الذى يعلن فينا .
+ أرسل القديس يوحنا ذهبى الفم الى شابة ترملت وكان زوجها مرشحا لتولى ولاية فى الامبراطورية الرومانية ، يقول لها فى صراحة انه قد تردد بعض الوقت فى الكتابة اليها ، لأن الحدث جسيم والضيقة مرة وقاسية . لكنه يعود فيقول لها عن زوجها المنتقل انه قد عبر الى ملك الملوك ليصير ملكا حقيقيا ..فكيف لا نفرح معه وبه ؟ . . .
ماذا أقول  ؟ لو أننا سألنا الراقد أن يعود الى عالمنا لأننا متألمون بسبب فراقه لنا أو لاحتياجنا الى رعايته سواء المادية أو الروحية أو النفسية أو الاجتماعية ، فبماذا يجيب ؟ هل يقبل أن يعود الى " وادى الدموع " بعد ما تمتع بالفردوس ؟ !
هل يرجع الى الجسد الترابى بعدما خلعه مترقبا أن يعود فيلبسه جسدا روحيا ؟!
هل يترك شركة التسبيح مع الملائكة وكل السمائيين من أجل آلام فراقه لنا مع أنه لم ينفصل عنا بالروح بل يصلى بالأكثر لأجلنا ؟
هل يترك ثوبه الأبيض ورفقته للحمل الذى يمسح دموعه ( رؤ 7 : 9 – 17 ) ليصير فى رفقة الأرضيين هنا ؟!
بالحقيقة اذ نرفع قلوبنا الى الفردوس لا نضطرب من الموت بل بالحرى نشتهيه ، حاسبين اياه رحيلا ورقادا مؤقتا حتى يأتى يوم الرب العظيم وننعم بكمال المجد الآبدى .
( عن كتاب موت أو حياة أبدية للقمص تادرس يعقوب ملطى ) 

الوحيد الذي يقدر


كان لأحد الأغنياء قيثارة ثمينة يعتز بها منذ زمن بعيد ، ذات يوم أصابها تلف أثر على أنغامها العذبة فلم تعد تعطى ألحانا شجية كعادتها ، أعطاها الثرى الى الكثير من المتخصصين لكنهم عجزوا جميعا عن اصلاحها ، أخيرا تقدم رجل عجوز تعهد باصلاحها ، وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى أعادها كما كانت من قبل تعزف الأنغام العذبة و الألحان الشجية ، سألوا العجوز باندهاش : قل لنا لماذا فشل غيرك بينما نجحت أنت ؟ أجابهم مبتسما : السبب بسيط جدا .... أنا هو الرجل الذى قام بصنع هذه القيثارة منذ زمن بعيد !!!
أيها الحبيب .. قد تفشل فى اصلاح عيوبك وقد يفشل الكثيرون معك ، أما الله فهو الذى خلقك هو الذى يستطيع أن يعالجك تماما .
لا تخف منه .. هو يحبك ...لم يخلقك فقط ، بل أيضا فداك .. أحبك و يحبك ويريد أن يشفى نفسك المتعبة .. تعال اليه .. ألق أحمالك عند قدميه .. ثق أنه سيعالج كل عيوبك ، فوعده هو " تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها " ( ملا 4 : 2 )
سيدى ، يا أحن و يا أمهر طبيب هذه ضعفاتى و عيوبى كلها أكشفها أمامك ... و هذه نفسى بجميع جروح الماضى التى مزقتها .. بكل خبرات الفشل وصغر النفس .. هذه نفسى بكل ما فيها من عجز و ألم .. أقدمها لك فأنت الذى خلقتها و أنت الذى تعرف كل شئ عنها ..أثق أنك ستعالجها .. أثق كل الثقة فى كلماتك الصادقة " أنا الرب شافيك " ( خر 15 : 26 ) أثق أنك ستشفيها تماما بلمسات يدك المملوءة قوة و حبا ... أشكرك .. أشكرك .

22‏/10‏/2010

صداقة وشفاعة القديسين


فى بداية حياتى الروحية لم يكن لى أى معرفة أو أى علم أو شئ عن شفاعة أو صداقة القديسين الراحلين فى الكنيسة المنتصرة ، لكن الفضل الأول والأخير الى أبى الحبيب القديس القمص يوسف أسعد _ نيح الله روحه _ فى أنه سلمنى بل ذوقنى بخبرة حياة حقيقية معنى صداقة القديسين الراحلين اذ هم بالحقيقة أحياءفى الكنيسة المنتصرة يسندوننا فى جهادنا على الأرض ويشعرون بنا ويصلون من أجلنا .
كنت مازلت فى دراستى الجامعية وتوفيت والدة احدى الخادمات بالكنيسة وكانتا أختان والدهما متوفى أيضا ، ولم يكن لهما سوى أخ واحد يعمل بأمريكا ، وبعد اجتماع الطالبات المغتربات طلب منى أبى أبونا يوسف أن نذهب معه أنا وأختان من الاجتماع لتعزية هذه الأخت  ، وحاولت أن أعتذر لأنه كان عندى امتحان هيدروليكا Hydrolics  ثانى يوم .وأنا حتى الآن لم أراجع النظرى أو التصميم العملى للمشاريع . ولكن أمام كلماته وطلبه قال لى " احنا نقدم عمل رحمة باسم المسيح وربنا هيقف معاك" ، ولم أكن أعلم أن الله كان يختارنى لأذهب لهذه الزيارة من أجل رسالة خاصة وتعلم خبرة ايمان جديدة فى معرفة وصداقة الآباء القديسين الذين لم أكن أعرفهم .
كنا ثلاثة أخوات وذهبنا بعد الاجتماع ، وجلسنا قليلا مع الأختان وأخيهما وكان هناك بعض المشاكل لهذه الأسرة بخصوص البيت والميراث ، وتركهم وحدهما حينما يسافر أخيهما والحديث كان مع الأخ المسافر لعمله فى أمريكا .
ومرت لحظات فى صمت ، ثم قطع الصمت صوت أبى بقوله " طيب احنا ان شاء الله نروح يوم السبت القادم ( وكنا يوم الأربعاء ) لنشاور الأنبا ابرآم ونضع كل شئ أمامه ونشوف هيقول لنا ايه ونأخذ مشورته ثم نقرر ماذا نفعل " ، وأمام المسيح لم أكن أعرف من هو الأنبا ابرأم بل ظننت أنه شخص حى موجود سوف يذهبون لمشورته .
وبعد ما صلينا ونزلنا ، سألت الأختان اللتان معى وكانتا من الفيوم ، فين الأنبا ابرآم ده اللى هيسافروا مخصوص علشان يسألوه ألا يوجد فى القاهرة من يستشيروه ؟ ..فابتسمتا وقالتا لى ، ده أبونا يقصد الأنبا ابرآم القديس المتنيح أسقف الفيوم والجيزة الراحل ، فقلت فى نفسى وكيف سيسألوه وكيف سيرد عليهم ؟ وبدت الأمور أمامى كلها علامات استفهام !! فأخرجت احداهما صورته وقالت لى هو ده انه قديس ..خذى هذه الصورة معك ، وأخذت الصورة ، وأعترف أنى بنوع من عدم الايمان قلت فى نفسى " لما أشوف بقى الأنبا ابرآم هيعمل معايا ايه فى الامتحان غدا " .
 وبعدما ركبنا العربية ووصلنا الجيزة قلت لأبى : صلى لى علشان الامتحان فكرر مرة أخرى " صلاة وشفاعة الأنبا ابرآم تكون معك وتقف بجانبك ".
ووصلت الى المدينة الجامعية وكانت حوالى الساعة 9 مساءا وكنت مرهقة جدا وقلت أنام ساعات قليلة وأستيقظ فى الواحدة صباحا لأراجع أى شئ فى المشاريع للامتحان غدا .. وبعد أن نمت وضبطت المنبه واستيقظت لأجد الكهرباء مقطوعة فى المدينة بل الجيزة كلها ، ولم يكن معى أى شمعة أو أى وسيلة للاضاءة ووجدت نفسى أنهار وأبكى فقد أحسست أن المادة ضاعت ثم تذكرت صورة الأنبا ابرآم فى حقيبتى وأخرجتها وقلت له سامحنى !! ..بس خلى الكهرباء تيجى علشان أقدر أذاكر أى حاجة .
وطبعا لم يأتينى نوم حتى بدأ الفجر يشقشق ونور ضعيف من النافذة ، وكنت قد وصلت الى قمة اليأس وصعبان على جدا انه لم يستجب لصلاتى ولم تأت الكهرباء ، وقلت أصرف نظر عن هذه المادة ، ولأحاول مرة أخرى أن أفتح بصورة الأنبا أبرآم أى مشروع واحد أنظر فيه فقط ( ولوضوح الصورة فقط كانوا 7 مشاريع وكل مشروع يحتاج لتصميم ورسم من 4 الى 5 ساعات وحساباته أكثر من ساعتين ) ، ولكننى كنت أقلب الصفحات أو أقرأ مجرد قراءة للحسابات والقوانين .
ثم صليت صلاة باكر وذهبت الى القداس الالهى كما تعودت قبل الامتحان ، وأنا فى حالة يأس تام انه يمكن أن يأتى المشروع الوحيد الذى راجعته ، وسلمت كل شئ لله ، وذهبت الى الامتحان لأفاجأ أن المشروع الوحيد الذى لااجعته صباحا هو الذى جاء فى الامتحان ووجدت نفسى أتذكر التصميم والحسابات كأنها مفتوحة أمامى ، ثم يدا خفية تمسك يدى وترسم التصميم على اللوحة ، وكل هذا كان عجيبا ومدهشا ، لكن الأغرب من ذلك هو أننى حصلت على تقدير امتياز فى هذه المادة وأنا نادرا ما كنت أحصل على هذا التقدير فى أى مادة .
ومنذ ذلك الوقت وبهذه الخبرة العملية بدأت أتعرف على بقية الآباء القديسين الأحباء فى السماء وأقرأ عنهم وأطلب صلواتهم وشفاعتهم ، وأخصص لكل مادة ولكل موقف قديس خاص به ، وأحسست فعلا مثلما كان يقول أبى أنهم سحابة الشهود الأحباء الذين يشعرون بنا ويشفعون من أجلنا .
حقا كم كان يشتاق اليهم ويحدثهم ، نعم يا أبى الحبيب الآن أنت تتمتع برؤياهم والفرح معهم بالرب يسوع شهوة قلبك الذى أحببته وقدمت حياتك كلها من أجله ، فاذكرنا جميعا فى صلواتك أمام عرش المسيح ، الى أن نلقاك هناك .
(عن كتاب سفير يعلمنا اصدار أبناء القمص يوسف أسعد)
---------------------------------------------

21‏/10‏/2010

حقيقة الحياة




 قيل أن رجلا هرب من أمام وحش وجعل يعدو بسرعة حتى سقط - وهو لا يفطن لما ينتهى اليه – فى حفرة عميقة ولحسن حظه تعلق بشجرة ثابتة فى جانب الحفرة وتمسك بأغصانها ، وبعد أن هدأ روعه أبصر فأرين أحدهما أبيض والآخر أسود (النهار والليل) يقرضان أصل الشجرة بلا فتور حتى ظهرت أنها على وشك السقوط وأحدق بناظره الى عمق الهوة فاذا بتنين مخيف يتوقع سقوطه لابتلاعه ، فرفع نظره خوفا فشاهد بين ورق الشجرة قليلا من العسل يقطر .
فلما رأى الجاهل ذلك أهمل التفكر فى كل الأخطار المحدقة به وشرع يلعق من ذلك العسل نقطة نقطة حتى سقطت به الشجرة وراح ضحية التهائه بالحلاوة الوقتية التى هى المرارة المؤبدة ! وكم من الناس كهذا الجاهل يتلذذون بما تقدم لهم الدنيا من حلاوة اللذات و يعمون عما تجهزه لهم من عظيم الضيقات والمشقات .
هذه هى حقيقة الحياة ، الخير فيها يقبل ثم يدبر ويعقبه الويل والهم المقيم . ومن عادة الدنيا اذا قدمت فى الظهيرة طعاما طيبا لذيذا ففى المساء تقدمه مريرا ، وبينما نجد أهل العالم يقولون سلام وأمان يفاجئهم الهلاك بغتة . فلا تنظر للأوائل الخداعة بل للأواخر اللداغة ، فما عاقبة اللذات الا مرارة وما نهاية هذه الحياة التى تحبها سوى دود ورماد ، وما غاية كل خطية مميتة سوى العذاب الشديد ، وفى المقام الواحد تقام معالم السرور ثم تقام علامات الحزن والكآبة .
فلا تتأثر بالمجد الباطل بل انظر الى عاقبته المرة ، ولا تأخذنك اللذة التى هى بين يديك بل فكر فيما يعقبها من الهموم والغموم .
(عن كتاب طريق السماء للقس منسى يوحنا )

19‏/10‏/2010

الكسل



1- نادى الزوج زوجته قائلا : تعالى يا فلانة قولى للفرخة هش. واذ بالفرخة تتطاير من أمامه ، بعدما كانت تحوم حوله وحول طعامه .
فقالت الزوجة : أديك قولت للفرخة هش ، وآدى الفرخة هشت من هشك .
لكنه الكسل الذى جعل الأزواج يضعون كل المسؤلية على عاتق زوجاتهم وبالأخص فى تدبير الأمور المنزلية.
2- صحى الزوج القروى من نومه يفتش عن زوجته ، وقت القيلولة ، حيث شمس الظهيرة القوية ، التى أجبرته أن يستكين فى بيته حيث ينعم بالظل الرطب . كان الزوج عطشانا ..فنادى على زوجته ، ولم يكن من مجيب . فالزوجة كانت فى بيت آخر تقوم ببعض الأعباء العائلية القروية فوق أسطحه ..
سمعت الزوجة صوت زوجها مناديا ، فهرولت مسرعة .."ايه يا خوى ..عايز ايه يا اخويا .." وبهتت كما بهتنا عند سماعه ، حين قال لها : اسقينى ..فأبدت ونحن استعجابا واستغرابا لما سمعت فقالت " وى يا خويا .. اللى قومك من السرير وجابك لحد هنا ما كانش يقدر يوديك عند البلاص ؟ !!
( عن كتاب مذكرات زوج للقمص سيداروس عبد المسيح )
-------------------------------------------------



18‏/10‏/2010

تلغراف من السماء



أرشد الرب أحد الأباء بالمهجر أن يقوم بزيارة لشاب يشغل مركزا عظيما . فذهب اليه وحدثه عن السيد المسيح ولكن الشاب بدا غير مهتم واعتذر بمهامه واشغاله ..ومضت مدة واذ بالرب يذكر خادمه بالشاب مرة أخرى فى منتصف الليل . وصار صوت الرب يلح على خادمه أن يقوم من جديد للقاء هذا الشاب والخادم يعتذر بعدم موافقة الوقت .
وأخيرا استجاب للصوت وقام ، ولكنه عندما وصل الى مكتبه علم أن اشغاله قد انهارت وأصيب الشاب بأحباط وانهيار عصبى وأنه يعالج فى مستشفى خاص للأمراض النفسية .
ونظرا لأن الأمر من الرب سافر الأب الكاهن الى الشاب وعندما قابله قال الشاب ( يا أبى ..لقد كتبت اليك تلغراف لتحضر الى ولكننى لم أرسله بعد . وها هو فى جيبى ) فأجاب الأب الكاهن ( لكن تلغرافا أهم وصلنى عنك من السماء وها أنا قد جئت ) وفى وقت وجيز تشدد الشاب وازداد ايمانه واعترف بخطاياه معلنا توبته ، وما كاد الأب الكاهن يقرأ له التحليل حتى سقط ميتا عند قدمى خادم الرب الذى أطاع الارشاد فربح هذه النفس الثمينة لله .
( عن سلسلة فلنخدم الرب لأبونا مرقس عزيز خليل )
--------------------------------------------

17‏/10‏/2010

كله للخير


كلمة لا يقولها الا الناس الطيبون ..الذين فى تسليمهم حياتهم لله وثقوا أن كل ما يأتيهم منه للخير ..ولهذا قبلوا كل النتائج ورضوا بكل العواقب ..ولا تسمع من لسانهم كلمة تذمر ..بل ما أكثر وما أعذب كلمات الشكر التى تنساب بها أفواههم ..
جمع كل ما كان يملك واشترى به عربة نصف نقل ..وكان يخرج بها فى الصباح بحثا عن لقمة عيش ويعود بها فى المساء .. وقد اعتاد قبل أن يعود أن يمر أولا على طلمبة البنزين ليعبئ جالون عربته حتى يعدها لعمل شاق فى يومه التالى .. ثم يمر على البقال والفكهانى والقصاب والخباز حيث يحضر طعام غده لبيته وبنيه .. ثم يعود الى منزله ليسلم زوجته آخر ما تبقى معه من أموال كى تختزن منه ما سيدفع فى آخر الشهر قسطا للسيارة التى لم يسدد كل ثمنها بعد ..
ولكنه فى هذه الليلة عاد مغموما ..فقد ظل طوال اليوم بلا عمل وانتظر أن يستأجره أحد فلم يجد ، ولم يدخل جيبه قرش واحد ..
وأرخى الليل سدوله وها قد أزفت الساعة التى اعتاد فيها على بيته وحاول أن يلبى كل مطالبه فلم يجد ..
كانت عربته قد مضى عليها يومان من غير أن يمتلئ مخزنها من الوقود ..وقد فرغ كل الوقود عدا القليل الذى يمكنه أن يرجعه الى داره وبالكاد ...
فعاد مهموما مغموما وبات ليلته ..بينما باتت سيارته أمام المنزل ..وصحا فى صباح اليوم التالى ليكتشف أن سيارته قد سرقت ومعنى هذا أن لقمة عيشه قد قطعت .
ذهب الى البوليس وسجل الواقعة ، وفى الطريق اكتشف واقعة أكبر ومفأجاة أعظم ..
رأى سيارته تقف على قارعة الطريق مفتوحة الأبواب ولم يضع منها شئ ، وكأنها على موعد معه تنتظره ..
وعرف أن اللصوص الذين شرعوا فى سرقة سيارته من أمام باب المنزل الذى يقطنه ، ما أن نجحوا فيما بغوا وقادتهم سيارته بضع أمتار حتى فرغ آخر ما تبقى فيها من نقطة نفط فخافوا أن يراهم أحد ، فهجروها فارين ..
هنا احس صاحبنا أن هذا الذى جرى كان بركة من بركات الفقر أو البطالة المؤقتة ..فلو كان يمتلك نقود فى أمسه لخسر عربته فى يومه ..ولو لم يكن الله قد اغلق احشاءه عن أن يرزقه فى يومه العابر لكانت خسارته فى يومه الحاضر اكبر واكثر ..
ألا ترون ان الله عندما لا يعطى ، يعطى ؟!! ...
(عن سلسلة من الحياة للقمص سيداروس عبد المسيح)

-----------------------------------------------

انت يا افندى ياللى ماشى


كان (و ى ) طالبا بالكلية الاكليريكية عام 1960 م .
ومن عادة الكلية أن تقوم بتوزيع أبنائها الطلبة للخدمة فى مناطق مختلفة من أحياء القاهرة الشعبية وبلاد القليوبية والجيزة ..
ووقع الاختيار على (و ى ) وزميل آخر لخدمة قرية تبعد عن الجيزة بضع كيلومترات ..
وفى يوم اعتذر الزميل لمرضه وذهب (و ى ) ليخدم بفرده ..وبعد أن خدم بأمانة قفل راجعا الا أن أهل القرية لم يتركوه يمشى بمفرده فساروا معه حتى نهاية حدود قريتهم ليتركوه فى رعاية الله ..
مشى (و ى ) يتلو بعض الالحان والترانيم فى صمت الليل وسط مزارع وحقول وهو يحس بالراحة النفسية الكبرى ..وفجأة قطع هذا السكون صوت ينادى : انت يافندى ياللى ماشى ، فلم يعبأ بالصوت ولم ينظر الى الوراء فتكرر النداء مرة ومرات فنظر الى من يناديه فوجده مجموعة من اللصوص وليس فردا واحدا .
_ معاك ايه ؟
_ معاى ربنا ده أول حاجة ومعاى شنطة فيها كتب مقدسة ومعاى ساعة و80 قرش .
_ طلع ال80 قرش واخلع الساعة .
_ طيب خد 75 قرش وخليلى 5 صاغ اركب بهم أتوبيس
_ مافيش مانع .. واخلع الجاكتة الى انت لابسها .
+ سار (و ى ) وهو يعاتب الله .. يعنى يارب آجى خدمتك مكسى اطلع عريان ؟!!
_ انت يافندى ياللى ماشى .
_ عايز ايه؟ عايز الخمسة صاغ , خدها آهه.
_ لا احنا عايزين نعتذر على اللى حصل .
_ الأمر مش بالسهولة دى ..ده لازم نقعد مع بعض نتفاهم فى الموضوع ده ..
ودخل الى داخل الحقول وجلس مع اللصوص على ساقيه و كان هذا هو أول اجتماع روحى أسبوعى يعقده معهم فى نفس الموعد وفى ذات المكان ...
(عن سلسلة من الحياة للقمص سيداروس عبد المسيح )
-------------------------------------------------

14‏/10‏/2010

الخير فى الحجز


أعرفه شخصا متدينا ، كان يؤمن دائما بيد الله التى تصنع الخير دائما ، كان يؤمن أن الانسان اذا سلم حياته للرب اراح و استراح .
جربه الشيطان ، فوقع فى ضائقة مالية تخنق الأنفاس فلم يفقد ايمانه بالله و أخيرا تم الحجز على متجره الوحيد الذى يملكه ، و يمثل كل رأس ماله .. و عبثا حاول أن يتفاهم مع التاجر الذى أوقع الحجز .
ورفعت القضية أمام المحاكم ، وتظل القضية فى الحفظ عاما بعد عام ، و الرجل لم تفارقه ابتسامته ،كان يقول لكل من يسأله " انها مشيئة الله  .ومن يدرى أين يوجد الخير ؟!
واشتعلت الاسعار ، وارتفعت ارتفاعا جنونيا ، وعندما نفذ البيع العلنى كان صندوقا واحدا بالمتجر كافيا للايفاء وفك الدين ... واذا بالرجل يربح نتيجة للحجز واغلاق المتجر مبلغا لا يقل عن 20000 جنية ( وكان مبلغا ضخما فى ذلك الوقت ) ، ومن يومها دخل فى زمرة الأغنياء ..وحقا رب ضارة نافعة!
وكلما تذكر الرجل سر ثرائه ، تعلو وجهه ابتسامة عريضة ويقول : ما أعجب مشيئة الله .. ان يحول الشر الى خير .. لقد سمح الله أن يغلق المتجر بضع سنوات ليفتح لى باب الرزق مدى الحياة .
لهذا يقول لنا الكتاب " من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء ، بل فاهمين ما هى مشيئة الرب " ( أف 5 : 17 ) .

(عن كتاب مذكرات كاهن للقمص بطرس جيد )

10‏/10‏/2010

الضامن العجيب



كان يعيش بمدينة الاسكندرية رجل فقير ، وكان هذا الرجل كسولا ، لا عمل له سوى النوم ... والطريف أنه كان يوميا يسأل الملاك ميخائيل قائلا " يا رئيس الملائكة ميخائيل كن معى و أعنى و أسأل الرب عنى ليرزقنى ...!!
وفى أحد الأيام ظهر الملاك ميخائيل فى رؤيا و قال له " لماذا لا تنهض و تعمل كسائر الناس ؟ و أنا أساعدك فى كل ما تصنعه ...و الآن اعمل ما أقوله لك ، انهض باكرا و اذهب الى الانسان الذى أرشدك اليه واطلب منه قرضا من الذهب لتتاجر به و قل له ميخائيل رئيس الملائكة هو يضمننى ... و أنا أكون معك و أنجح تجارتك ".
ففعل الرجل كما قال الملاك وذهب الى الرجل الغنى الذى أشار عليه به فأعطاه ما طلبه واتفق معه على أن يرد القرض بعد سنة كاملة ....فتاجر الرجل بالمال مؤيدا ببركة رئيس الملائكة الجليل فربح ربحا كثيرا ...ومر العام وكان الرجل مسافرا عندما تذكر موعد وفاء الدين , فحزن قائلا فى نفسه " كيف أوفى دينى فى موعده وأمامى سفر مدة أربعين يوما ؟" ...فقام مسرعا و صنع كرة من الرصاص و جعل داخلها ستمائة دينار من الذهب و ختمها بخاتمه , ثم وقف  على شاطىء البحر وصرخ بكل ايمان " يا رئيس الملائكة ميخائيل أسألك أن تتسلم منى هذا المال وتوصله الى صاحبه " . أما رئيس الملائكة فقد أمر سمكة ضخمة فابتلعت الكرة الرصاص وظلت سابحة حتى وصلت الى الاسكندرية فى نفس اليوم ... وكان لهذا الغنى عادة أن يصنع فى هذا اليوم وليمة على اسم رئيس الملائكة فأمر الصيادين أن يأتوه بسمك للوليمة فلم يصطادوا سوى سمكة واحدة وأتوا بها اليه ....ولما فتح جوفها وجد المال والختم المختوم به فتعجب ومجد الله كثيرا شاكرا عظم صنيع رئيس الملائكة معه .
حقا عظيمة هى كرامتك يا رئيس الملائكة العظيم الذى يطلب عنا أمام الله كل حين ..

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner