كان (و ى ) طالبا بالكلية الاكليريكية عام 1960 م .
ومن عادة الكلية أن تقوم بتوزيع أبنائها الطلبة للخدمة فى مناطق مختلفة من أحياء القاهرة الشعبية وبلاد القليوبية والجيزة ..
ووقع الاختيار على (و ى ) وزميل آخر لخدمة قرية تبعد عن الجيزة بضع كيلومترات ..
وفى يوم اعتذر الزميل لمرضه وذهب (و ى ) ليخدم بفرده ..وبعد أن خدم بأمانة قفل راجعا الا أن أهل القرية لم يتركوه يمشى بمفرده فساروا معه حتى نهاية حدود قريتهم ليتركوه فى رعاية الله ..
مشى (و ى ) يتلو بعض الالحان والترانيم فى صمت الليل وسط مزارع وحقول وهو يحس بالراحة النفسية الكبرى ..وفجأة قطع هذا السكون صوت ينادى : انت يافندى ياللى ماشى ، فلم يعبأ بالصوت ولم ينظر الى الوراء فتكرر النداء مرة ومرات فنظر الى من يناديه فوجده مجموعة من اللصوص وليس فردا واحدا .
_ معاك ايه ؟
_ معاى ربنا ده أول حاجة ومعاى شنطة فيها كتب مقدسة ومعاى ساعة و80 قرش .
_ طلع ال80 قرش واخلع الساعة .
_ طيب خد 75 قرش وخليلى 5 صاغ اركب بهم أتوبيس
_ مافيش مانع .. واخلع الجاكتة الى انت لابسها .
+ سار (و ى ) وهو يعاتب الله .. يعنى يارب آجى خدمتك مكسى اطلع عريان ؟!!
_ انت يافندى ياللى ماشى .
_ عايز ايه؟ عايز الخمسة صاغ , خدها آهه.
_ لا احنا عايزين نعتذر على اللى حصل .
_ الأمر مش بالسهولة دى ..ده لازم نقعد مع بعض نتفاهم فى الموضوع ده ..
ودخل الى داخل الحقول وجلس مع اللصوص على ساقيه و كان هذا هو أول اجتماع روحى أسبوعى يعقده معهم فى نفس الموعد وفى ذات المكان ...
(عن سلسلة من الحياة للقمص سيداروس عبد المسيح )
-------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق