18‏/02‏/2011

إلى مدينة الدمار ج3



هناك فى نينوى :
+وهناك فى نينوى ، وفى شوارعها ، كان يونان يتمشى صارخاً : بعد أربعين يوماً تبقلب نينوى (يون 3 : 4 ) ، وفى نفس اللحظة ودون أن يعلم كان الرب يُعد له يقطينة كما يُعد له دودة ، كما أعد له من قبل حوتاً !
+ دخل يونان إلى شوارعها منادياً وداعياً إلى التوبة ، وهبت العاصفة وهُزت سفينة نينوى فصرخ سكانها ، بل قام الملك عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد .
+وألقوا "أهل نينوى " بحمولتهم الآثمة ونهض ملاحوها ورُبانها يسألون يونان عن إسمه وعن عمله ومن أين أتى فكانت الإجابة : إن شركم صعد أمام إلهكم .
+ فآمن أهل المدينة بالله ونادوا بصوم وكان أمر الملك وعظمائه : لا تذُق الناس ولا البهائم ولا البقر ..ويصرخوا إلى الله بشدّة ، ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة ، وعن الظلم الذى فى أيديهم ، لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك ...إنها مناداة يونان ...
+وكما أعد الله ليونان حوتاً إحتواه حتى قدم أهل السفينة تقدماتهم ونذورهم ، أعد الله اليقطينة لترتفع فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه بل علامة على حب الله ورعايته ومحبته التى تفوق الوصف .
+ وكما أعد الرب اليقطينة أعد الدودة لتأكل اليقطينة ، وليعلن لنا فى محبة عن شفقته وعنايته بجنسنا.
+فقال الرب : أنت شفقت على اليقطينة التى لم تتعب فيها ، ولا ربيتها ، التى بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت ، أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة ! (يون 4 : 10، 11 ) .
إنها العناية الإلهية !!
+ إن قصة يونان من القصص المبدعة لعناية الرب وخلاصه لأولاده ..إنه يلاحقنا بعنايته فى كل مكان .....
+ربى :
 فى عمق السفينة أو فى عمق الحوت أو فى وسط الأتون فقلوبنا نحوك متلهفة ، أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك ، وأوفى بما نذرته .

(عن كتاب العناية الإلهية للقمص فليمون الأنبا بيشوى) .

إلى مدينة الدمار ج2



يونان فى بطن الحوت ساجداً:
+فى عصيانه آمن أهل السفينة ، وفى إلقاءه فى البحر تجلت عناية الرب الفائقة ، وتدبيره المُحكم الذى لا يستطيع العقل البشرى إدراك أعماقه !
+كيف يوجد الحوت فى بحر مضطرب ؟ وأين كان يختبئ والسفينة تتمايل شمالاً ويميناً ، والبحارة فى صراخ وإستغاثة ؟ ولم يكن يعلم يونان أن الرب أعد له حوتاً لحمايته منذ اللحظة التى وضع فيها قدميه أعماق السفينة ! حقاً إنه يخرج من الآكل أكلاً ومن المفترس حماية !!
+أهكذا يتعامل الله مع أولاده ومع أحبائه ؟ حتى وإن ضعفوا ، حتى وإن هربوا لحظة أو لحظات ؟ أو ناموا نوماً ثقيلاً ؟ (يون 1: 5) .
+ يا عزيزى قبلما يهيج عليك البحر ، وقبلما تتعثر السفينة فى مسارها فإعلم أن للرب حوتاً لإنقاذك وليس لإلتهامك !!! وإن ألقوك البحارة برفق أو بعدم رفق فإنه سيان ، لأن يد الرب تلتقطك من أى مكان ومن أى إرتفاع لذا لا تضطرب  ولا يضعف قلبك ، بل بالرب تشدد فإنه لايعسر عليه أمر ، إنّ حوتاً مُعداً بيد الرب أفضل بل أأمن من سفينة هاربة من وجهه !
+ وهناك فى بطن الحوت استيقظ النائم فى أعماق السفينة ، وما لم يقدر أن يصنعه فى السفينة ، صنعه فى بطن الحوت !
+فى بطن الحوت إستجاب لما لم يستطع أن يستجيبه من رئيس النوتية حينما قال له : مالك نائم قم أصرخ إلى إلهك (يون 1: 5 ) .
+فى بطن الحوت جثا على ركبتيه مصلياً بل داعياً بل صارخاً إلى إلهه .
+ فى بطن الحوت أدرك الاستجابة والاجابة فحوله إلى مخدع صلاة !
+لم يستطع الحوت أن يؤذيه لأن الرب هو الذى أعده ، ومن جوفه كانت استغاثة وكانت إجابة ! !
+ صرخ :
دعوت من ضيقى الرب فإستجابنى ،
صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى ،
جازت من فوقى جميع تياراتك ولججك ثم                                                         أصعدت من الوهدة حياتى ، أيها الرب إلهى .
+وكانت إجابة إذ أمر الرب الحوت فقذف يونان حياً ، لقد دخل الحوت ميتاً (فى حالة عصيان على الله ) ، وخرج منه حياً ( تصالح مع الله ) ، دخل هارباً وخرج فى حضرة الرب ولصوته سامعاً ، لم تسقط شعرة من رأسه ولم يبتل خيط من ثيابه ، فى عصيانه خلص أهل السفينة ، بل خلص نفسه من نومها وتيهانها ، وتعلم كيف يعاود سجوده وصرخاته.
+ ربى :
ارحم ضعفى وجهلى وإغفر لى شكى ،
لأنك حصننا الحصين ،
فالبشرية زائلة أما وعودك فباقية ،
مؤامرات الأشرار واهية أما حمايتك فحقيقة أكيدة .

(عن كتاب العناية الإلهية للقمص فليمون الأنبا بيشوى)

14‏/02‏/2011

إلى مدينة الدمار ج1


إنه حقاً يحّول الشر إلى خير :
لقد كان الصوت الإلهى إلى يونان بن أمتاى :
+"قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادى عليها لأنه قد صعد شرهم أمامى " (يون 1:1).
+إن نينوى مدينة الدمار (نا 3 : 1 ) ، عاصمة الإمبراطورية الأشورية ، والتى شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة ، وكان شعبها من أصل بابلى (تك 10 : 11) ، صارت قصة عبر الأجيال فيها ظهر حب الله وعنايته للإنسان فلم تكن مسرته فى إهلاك الناس بل مسرته فى رجوعهم إليه ..أجل صار الصوت إلى ذاك النبى اذهب نادِ عليها ..
+ وفكر يونان فى نفسه ، لقد كان واثقاً تمام الثقة فى حب الله وعفوه ..فكر أحقاً يهلك الله المدينة ؟ لذا نراه يتراجع عن الدعوة هارباً إلى ترشيش ..
+ وفى إحدى سفن ترشيش كانت وجهته ، وبمجرد أن أبحرت السفينة واذ  بنوء عظيم فى البحر ..رياحاً شديدة تلطم السفينة ..السفينة تكاد تنكسر ، البحارة فى صراخ ويونان فى أعماقها مضطجعاً بل نائماً نوماً ثقيلاً (يون 1: 5 ).
+ إنه شر محقق وأذى لا ذنب فيه للبحارة والمسافرين .فى المظهر شر بسبب يونان ، ولكن ما ذنب الرجال  ؟
+ الملاحون يصرخون كلٍ إلى إلهه ، دون جدوى ..طرحوا الأمتعة التى فى السفينة لعل طرحها يخفف عنها ... الموت المحقق والشر يحيط بهم من كل اتجاه ويونان فى أعماقها نائماً ؟ !!!
+ بسبب من هذه البلية ؟ لابد من إلقاء قرعة ، فالقوا قرعة فوقعت على يونان (يون 1 : 7- 9 ) .
+ أخبرنا يا يونان : بسبب من هذه المصيبة علينا ؟ ..
+ وما هو عملك ومن أين أنت وما هى أرضك ؟...
+ ومن أى شعب أنت ؟ ...
+إنها أسئلة حائرة كانت تدور فى عقولهم لعلهم يجدوا إجابة شافية تنقذهم من هذه البلية ؟ لقد كان يونان يدرك أن عصيانه وهروبه هما مصدر البلية لهم ، ولم يكن يعلم أن بليته لهم خيراً !! ولم يكن يعلم أنه بهربه سيخلص أهل السفينة أما هو فلن يُمس بأذى ..إنها معاملات الله مع أولاده .
+لقد كان يدرك تماماً فى أعماقه أن البحر هائج عليه ، وليس على الملاحين ، وكان يعلم أنه هارب من وجه الرب لذا أجابهم : " خذونى واطرحونى فى البحر فيسكن البحر عنكم لأنى عالم أنه بسببى هذا النوء العظيم عليكم " ( يون 1: 11).
+إنه لمن المدهش حقاً أن يطلب منهم أن يلقوه فى البحر ؟ ...فما دمت أنت عالم أن هذا كله بسببك ، فلماذا لا تلقى بنفسك ، ولا توقع بالآخرين شراً ؟! وإن كان يعلم أنه سبب المصيبة فلماذا لا يغادر السفينة ويغيّر اتجاهه ؟ !
+ إنها خطط من خطط المحبة الإلهية ...يترك العواصف ترتفع، والزوابع تهب ، والرياح تعصف بما حولها ، والنوء يعلى إلى أقصى ارتفاعه ، ولكن هيهات للسفينة أن تغرق أو تنكسر لأن ربانها ماسك بقلاعها ، يخفف من حمولتها وارتباطاتها الأرضية ولكن النجاة أكيدة والهدوء آتٍ لا محالة ، إنها طُرقه الأكيدة ، حتى لو نام يونان فى مؤخرة السفينة فلن يهلك حتى لو عجز لسانه عن الصراخ والاستغاثة حيناً فهو بناج لأن ربانها هو حاميه .
+ كان البحر يزداد إضراباً عليهم فصرخوا إلى الرب وقالوا "آه يارب ..لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل ، ولا تجعل علينا دماً بريئاً ، لأنك فعلت كما شئت ، ثم أخذوا يونان وطرحوه فى البحر فوقف البحر عن هيجانه " ( يون 1: 14 ، 15 ) .
+توقف البحر عن هيجانه بعد أن أُلقى يونان فى قاعه ، لم يحتاجوا فيما بعد إلى نوتيه تساعدهم ولا إلى حبال لإنقاذ السفينة ، وكأنما كان يونان هو الذى يهزها هزاً من أعماقها حتى وهو نائم .
+ كان فى حينها الخوف يملأهم ، والشر يطاردهم من كل ناحية ، ماذا نفعل وما ذنبنا؟ ولم يعلموا أنها لخلاصهم ودعوتهم إلى العشرة الإلهية ..." فخاف الرجال من الرب خوفاً عظيماً وذبحوا ذبيحة للرب ، ونذروا نذوراً ( يون 1: 16 ) .
+لقد ملأ الإيمان قلوبهم ، فقدموا شكرهم وحبهم ، ونذورهم وتقدمتهم ، فكان شر يونان لهم خيراً ، لم تُمس سفينتهم  ،ولم يُضر أحد من أسرهم ، بل الكل فى إيمان الرب دخلوا  و حول ذبيحة التفوا ، ولحبه نذروا ، إنها العناية الإلهية بل المحبة الأبوية ...

وللحديث بقية...
(عن كتاب العناية الإلهية للقمص فليمون الأنبا بيشوى)

11‏/02‏/2011

العناية الإلهية



من أجمل الآيات التى قيلت عن الحفظ الإلهى ، ما ورد فى (مز 120 ) : " الرب يحفظك ..الرب يحفظك من كل سوء . الرب يحفظ نفسك ..الرب يحفظ دخولك وخروجك".
إنها عبارات جميلة ومعزية , وتطمئن النفس بأنها فى حمى الله الحافظ . ولذلك نحن نذكر هذا الحفظ الإلهى أو العناية الإلهية فى صلاة الشكر كل يوم ، وإن وضعنا فى أذهاننا هذا الحفظ بإستمرار ، سنعيش مستريحين مطمئنين ، فى سلام قلبى عميق ، لا نخاف ....
+ إذا كنت فى حفظ الله فلن تستطيع قوة فى العالم كله أن تؤذيك .
+ إن حياة الإنسان هى فى يد الله الحافظ ، وليست فى أيدى المعتدين .
+ إن كل خطر لابد أن يفقد خطورته ، ما دامت مشيئة الله أن يحفظ .
+ نفس هذا الحفظ تمتع به القديس الأنبا أنطونيوس فى البرية .
+ ولقد حفظ الله يونان النبى من البحر ومن الحوت .
+ وحفظ الله أيضاً دانيال والثلاثة فتية .
+ وكما قيل فى المزمور 116 : 6 " حافظ الأطفال هو الرب " ، والله ليس حافظ الأطفال بمعنى الصغار فى السن فقط ، بل أيضاً هو حافظ لكل ضعيف محتاج إلى حماية ، كل من  لا يقوى على حماية نفسه ، فيتدخل الله ويحميه ويحفظ له كيانه .
+ هكذا كان مع الشعب الضعيف ، والبحر أمامه ، وفرعون بمركباته خلفه ، وصدق قول موسى النبى لهم " قفوا وأنظروا خلاص الرب ..الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون "(خر 14 : 13 ، 14 ) .
+الله الحافظ يرسل أيضاً ملائكته لحفظ الناس ، كما قيل " فى كل ضيقتهم تضايق ، وملاك حضرته تضايق " (أش 63 :9 )، " ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم " ( مز 34: 7 ) .
+ الله أيضاً حفظ الشهداء والمعترفين ، من جهة احتمال الآلام والعذابات التى تعرضوا لها ، وحفظهم أيضاً فى الإيمان .
+ الله هو أيضاً الذى يحفظ أولاده من حروب الشياطين، فهو لا يترك الشيطان يحاربنا بكل قوته ، بل يضع له حدوداً .
+ الله يحفظنا فى حروب الخطية " حيث كثرت الخطية، إزدادت النعمة جداً " ( رو 5 : 20 ) ، هذه النعمة الحافظة التى تقف إلى جوار الإنسان كلما ضغطت عليه الخطايا ، فتساعده لكى لا يسقط . إن النعمة تحقظ فى الحروب الروحية كما فى الأخطار المادية .
+ الله كثيراً ما يحفظ من الأخطار ، مثل الأخطار الطبيعية كالزلازل والسيول والعواصف وغيرها ، وبالمثل حفظ الله السواح و المتوحدين سكان البرارى والقفار .
+ أحياناً يحفظنا الله حينما نطلب ، وأحياناً دون أن نطلب .
+ الإيمان والصلاة يسبقان الحفظ ، والشكر يكون نتيجة للحفظ :
+يلزم أن تؤمن بحفظ الله لك ، وبهذا تطمئن ، وإذا كان إيمانك ضعيف ، فصلى إلى الله فيمنحك هذا الإيمان فى قلبك . وبعد هذا ينبغى أن نشكر ، لأنه لا يليق أن يحفظنا الله ولا نشكر .
+على أننا لا نشكر الله فقط على ما نعرفه من حفظ الله لنا ، وإنما هناك أمور حفظنا الله منها ونحن لا نعلم ، منع المشاكل من الوصول إلينا دون أن نعرف وقبل أن تحدث .
+ وكما حفظ الله دخولك إلى هذا العالم ، فليحفظ خروجك منه ، وليحفظ دخولك إلى الفردوس وإلى الملكوت الأبدى .

+" أنت يارب الذى تحافظ علينا ، من الذى يستطيع أن يحفظ نفسه ؟! أنت الذى تحافظ على نفسى . تحافظ عليها من كل شر ، من كل سقطة ، من كل تجربة . ألست أنت الذى علمتنا أن نصلى قائلين (نجنا من الشرير ) ، فليكن حفظك هذا مستمراً معنا كل حين حتى إن لم نحفظ أنفسنا ، إحفظنا أنت ....
إنك إن فتحت أعيننا لنرى كل ما حفظتنا منه ، ما كانت حياتنا كلها تكفى لشكرك ......
لك المجد والشكر ، الآن وإلى الآبد آمين .
( من كتاب الله والإنسان لقداسة البابا شنودة الثالث)

04‏/02‏/2011

مصرنا الحبيبة أنتِ وطن يعيش فينا



مصرنا الحبيبة فى يدك يا إلهى ، أمننا الغالى فى عهدتك يا إلهى .
مصر جاء ذكرها فى الكتاب المقدس ، ونحن نتمسك بوعودك يا إلهى فى الحفاظ على أمنها وسلامتها .
أنت قلت فى كتابك المقدس " مبارك شعبى مصر " ،وأيضاً " من مصر دعوت ابنى " ، وعندما تجسدت وأخذت جسداً ، جئت إلى أرضنا هرباً من هيرودس ، وعشت وقتاً فى أرضنا ، وباركت أرضنا ، أنت وأمك العذراء والقديس يوسف النجار ، وتجولت فى أراضى مصر بشمالها وجنوبها ، بشرقها وغربها ، وعشنا طوال السنين السابقة بسبب هذه البركة التى أعطيتها لأرضنا .
وعلى أرض مصر سُفكت دماء مارمرقس كاروز الديار المصرية ، وسُفكت من بعده دماء كثير من الشهداء حفاظاً على الإيمان .
مصر التى شهدت كل هذه الأحداث وغيرها ، تناديك يا ربى يسوع ، لا تتخلى عنها فى هذه المحنة التى تريد تفكيكها ، أحم مصر يا إلهى ، احم شعب مصر مسلميه وأقباطه ، نساءه ورجاله ، أطفاله وشيوخه ، شبابه وعجائزه ، احم يا إلهى كل طوائفه من كل شر ومن كل شبه شر .
هى حملة يشنها عدو الخير ، الشيطان ، يريد أن يزعزع سلام وأمن الوطن ، أنت الوحيد يا سيدى يسوع الذى تستطيع أن تتصدى له ، أنت الوحيد الذى تستطيع الانتصار عليه وردعه ، أنت الوحيد يا إلهى الذى تستطيع حمايتنا من كل مكائد عدو الخير ، الذى يريد أن الجميع يهلكون ، أما أنت فتريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون .
مصر تمر بأزمة حقيقية ، وإذا لم تتدخل يدك يا إلهى لتهدئة الأوضاع ، فلا نعلم ما سنواجهه ، ولكن كلنا ثقة فى أنك لا تتركنا إلى المنتهى ، فأنت من قلت :  "لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ، بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة ، وبأحسان أبدى أرحمك ، قال وليك الرب ، لأنه كمياه نوح هذه لى . كما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح على الأرض ، هكذا حلفت أن لا أغضب عليك ولا أزجرك . فإن الجبال تزول ، والآكام تتزعزع ، أما إحسانى فلا يزول عنك ، وعهد سلامى لا يتزعزع ، قال راحمك الرب " ( أشعياء 54 : 710 ) .
نعم يا ربى يسوع ، نحن نريد أن نشعر بعهد سلامك الذى لا يتزعزع ، نحن نحتاج أن نشعر بهذا الآن ، نحن فى أشد الحاجة لأن نرى يدك تتدخل وتغير مجريات الأمور ، نعلم أنك تسمعنا ، نعلم أن سحابة القديسين والشهداء يرفعون عنا صلوات وابتهالات أمام عرش النعمة ونعلم أنك ستستجيب حسب مشيئتك .
وأنتِ يا أم النور يا أم الرحمة يا عذراء مريم ، تشفعى لنا أمام عرش النعمة ، ليرفع عنا الرب وليرحمنا ، يا من كنتِ لنا خير سند ، بظهوراتك المتكررة على قباب كنائسنا ، لا تخرجينا الآن بسبب خطايانا من شفاعتك ، لأنك أنتِ الشفيع الأكرم عند ابنكِ يا مريم .
وأنتَ يا رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ، رئيس جند الرب ، تعال حارب عنا بسيفك ، عدو الخير إبليس الذى يريد الهلاك لكل آدم وذريته . تعال وليأتِ معك كل القديسين البسلاء ، مارمينا ، مارجرجس ، الأمير تادرس ، أبو سيفين ، البابا كيرلس ، الأنبا بولا خطايانا والأنبا أنطونيوس ، القديسة دميانة والأربعون عذراء ، طماف ايرينى ، الأنبا ابرآم ، أبونا بيشوى كامل ، الأنبا بيشوى حبيب مخلصنا الصالح ، القديسة مريم المصرية ، الأنبا موسى الأسود ، القديسة آناسيمون ، القديسان مكسيموس ودوماديوس ، وغيرهم من سحابة الشهداء الذين يرفعون صلواتهم عنا أمام عرش النعمة.

"يا رب اسمع صلاتى أنصت إلى طلبتى بحقك استجب لى بعدلك .......
استجب لى يارب عاجلاً فقد فنيت روحى ........
لا تحجب وجهك عنى فأشابه الهابطين فى الجب ...... فلأسمع فى الغداة رحمتك ......فإنى عليك توكلت ....."    
                                             ( مزمور 142 بالأجبية )


                               آمين

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner