04‏/10‏/2013

طاى شورى كاملا مكتوب بالهزات للشماس وحيد حلمى

16‏/09‏/2013

ختام الهيتينيات تعليمى

هيتين الاب البطريرك تعليمى

هيتين قديسى اليوم تعليمى

هيتين الاب المطران تعليمى

هيتين الاب الاسقف تعليمى

هيتين أباء الرهبنة تعليمى

هيتين الملاك غبريال تعليمى

هيتين مارجرجس تعليمى

15‏/09‏/2013

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج20 والأخير


     



كان العديد من الرهبان فى ذلك الوقت يقفون عند البحيرة لسحب شباك الصيد التى نصبوها قبل هبوب العاصفة الثلجية ..وإذ بهم يرون على بُعد شيئاً يتحرك كالشبح تحت الأشجار المغطاة بالثلوج ثم يشقط فجأة ولا يلبث أن ينهض حتى يسقط مرة أخرى على الأرض مطروحاً وسط الثلوج ..

تساءل الأب تريفون : " ما هذا ؟! ألعلها ساكنة الغابة عابدة الرب ؟" وللحال أسرع تجاه الغابة فى الظلام إذ كانت الشمس قد أوشكت على الغروب ، مُعطية أشعتها الذهبية اللامعة تجاه سطح البحيرة الأبيض ..
أسرع فى إثر الأب تريفون بقية الآباء الرهبان الصغار تابعين أبيهم الشيخ الواحد تلو الآخر دون أن ينطقوا بكلمة واحدة .. وإذ بهم يجدون عابدة الرب ماريا فاقدة الوعى ، فحملوها إلى مظلة وهم مُعتقدين أنها فارقت الحياة .. وفى الحال أبلغوا الأب جيراسيموس واستدعوا الأم العجوز أكولينا التى اهتمت بوضعها فى فراش وغطتها بفرو الأغنام وكانت تجفف جسمها من الثلوج ثم وقفت تُصلى بجوارها فى تأثر شديد ذارفة دموعاً غزيرة ..

حضر بعد ذلك الأب جيراسيموس مع الأب بروخوروس ، أب اعتراف الدير ، بينما كانت ماريا ترقد دون أدنى حركة ووجهها شاحب جداً ، وبالكاد يُلاحظ تردد نفس بسيط داخلها ... وكانت شفتاها مطبقتان ويسودهما اللون الأسود بسبب الحمى والحرارة .. ولكنها استعادت وعيها وفتحت عينيها الغائرتين على أثر سماعها صوت الأب جيراسيموس يتلو صلاة يسوع فى حنو وهنا لمحت بنظرها أيقونة ، فحركت ذراعها مشيرة تجاه الأيقونة ولكنها لم تقوَ على النطق بكلمة ..

سألها الأب بروخوروس وهو راكع بجوار فراشها عما إذا كانت ترغب فى التناول من الأسرار المقدسة ..فمسحت بيدها التى كانت على صدرها يدها الأخرى ثم فقدت وعيها ..ففهم الآباء بأنها ترغب فى سر مسحة المرضى .. وفى الحال تمموا لها هذا السر ودهُنت بالزيت المصلى ..

ظلت ماريا فى الفراش وكان الأب المسئول يناولها من الأسرار المقدسة عقب كل قداس ...وبعد مرور أسبوعين بدأ وجهها يتغير تماماً وتشع منه نعمة سماوية وتجددت صحتها بقوة الشباب ودب فيها جمال وحيوية وقوة وزال تماماً السواد الذى كان يُحيط بعينيها وشفتيها وكان وجهها يشع منه نور أبيض مضيئ .

فى هذه الآونة ، حضر لزيارتها بنات أختها بيلاجية ومطرونة بعد أن عرفتا ما حدث من أندرو أثناء غيابهما .
أخبرت ماريا بعد ذلك الأم أكولينا برغبتها فى الاعتراف ، فحضر الأب بروخوروس أب اعتراف الدير وسمع اعترافها الأخير الذى كان مصحوباً بتوبة عميقة وانسحاق شديد ثم ناولها من الأسرار المقدسة ..

فى اليوم التالى لم تنطق ماريا بكلمة واحدة ولم تُجب على أى سؤال كان يُوجه إليها ، لتنعم بالهدوء الذى يمكنها من الإنصات لكلام الروح السرى الموجود داخلها . وظلت ماريا راقدة فى الفراش وهى تضع يديها فوق بعضها على صدرها ثم أغمضت عينيها وانطلقت روحها من جسدها فى هدوء ... وهكذا رقدت هذه القديسة التى تعتبر "شهيدة دون سفك دم " فى مساء اليوم التاسع من شهر فبراير عام 1860 م .

دوى خبر نياحة ساكنة الغابة فى كل القرى المحيطة فذهب إلى الدير جمع غفير لحضور صلاة التجنيز ..

وظل جسد ماريا موضوعاً فى الكنيسة لمدة ثلاثة أيام ولم يطرأ عليه أى علامة فساد أو تغيير .. وأثناء صلاة التجنيز ، شع وجهها بنور سماوى وقد رأى وعاين كل الحاضرين هذا النور الذى كان صادراً من وجهها كآشعة ساقطة عليه من أعلى رغم أن هذا اليوم كان مليئاً بالسحب والغيوم ..

حضر بالكنيسة عدد كبير من الشعب وكانت الشموع البسيطة لا تُعطِ ضوءاً كافياً وسط هذا الزحام ولكن النور المشع من وجه ماريا ترك أثراً عميقاً فى نفوس الحاضرين ، فكان سبب تعزية وفرح للجميع متحققين من قول الكتاب " يُضئ الأبرار كالشمس فى ملكوت أبيهم " (مت 13 : 43 ) .


          ****************تمت******************
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج19






وفى فصل الربيع دعت ماريا مطرونة من بلدتها بعد أن استعادت صحتها ، لتُقيم فى القلاية مع بيلاجية ، وكن يذهبن إلى الدير فقط للاعتراف عند الأب بروخوروس ، أما عن التناول من الأسرار المقدسة فكان يذهب إليهن الأب الشيخ جيراسيموس فى البرية .. ولكم ماريا لم تدُم طويلاً هذه المرة فى الغابة ... فقد اُنهك جسدها بسبب الرحلة الطويلة التى قامت بها إلى الجنوب ثم مرة ثانية من الجنوب إلى الشمال ، وما صاحب ذلك من مُعاناة الجو والصقيع ، فقد تأثر جسدها بالرطوبة العالية التى عاشت فيها في مغارة ستافروبول إذ عانت ماريا منذ ذلك الوقت من حمى وآلام الأسنان وعظام الوجه .. وازدادت آلامها ووصلت إلى الذروة فى أواخر يناير عام 1860 م.. فقد ازداد الألم فى وجهها وفكيها ولم يكن لديها أى دواء أو علاج ..

فى هذه الآونة ، هبت عاصفة ثلجيى مصحوبة برياح شديدة على الغابة واستمرت هذه العاصفة عدة أيام ، واكتسى كوخ ماريا المنخفض بالثلوج الكثيفة ولم يكن هناك أية إمكانية للخروج منه ..وكانت ماريا فى ذلك الوقت بمفردها .. وقد أدرك الأخ اندرو المحب لله مدى الخطر الذى تتعرض له ماريا بسبب هذه العاصفة ، فقام فى الحال بمجرد أن سكنت العاصفة وأخذ معه كوريكاً وعتلة وخرج على الزحافات حتى وصل إلى مغارة ماريا .. وبعد جهد كبير شق طريقاً لمدخل المغارة مزيلاً أكواماً من الثلج .. وعند رؤيته لها لم يستطع أن يكف عن البكاء لما تُعانيه عابدة الرب من آلام مبرحة ..فنصحها بضرورة إقامة أحد معها وإلا ستموت بمفردها ..ثم تركها وعاد بسرعة إلى القرية على زحافات الجليد ليُحضر لها دواء لألم الأسنان ..

رجع أندرو إلى ماريا حاملاً إليها زجاجة صغيرة من الدواء ونصحها بوضع القليل منه على إصبعها ودهن مكان الألم ..ثم انصرف دون أن ينتظر نتيجة العلاج الذى أحضره لأنه خشىّ أن يضل الطريق فى ظلام الليل بسبب أكوام الثلج ..أما ماريا التى كانت تجهل استخدام الدواء ، فقامت من شدة الألم وبللت قماشة بالدواء ووضعتها على فكها العلوى ، وفى الحال انهالت دموع المسكينة بسبب الآلام الرهيبة التى عانت منها بسبب وضع القماشة المبللة بالدواء على فكها الملىء بالجروح وكاد قلبها يتوقف من شدة ما تُعانيه من ألم ..

حاولت ماريا بكل ما تملك من عزيمة أن تستجمع قواها وتصرخ إلى الله الذى يُقيم الموتى .. فقامت وغطت رأسها بمعطفها الصوف ..وخرجت خارج الكوخ قاذقة من فمها مادة الدواء .. وخوفاً من أن تُنهى حياتها دون أن تنال صلوات الكنيسة ، فكانت تبكى بشدة متوسلة إلى الله من عمق قلبها ليساعدها للذهاب إلى الدير .. فأخذت زحافات الجليد وعصا بيدها وكلها إيمان وعزيمة بضرورة ذهابها إلى الدير للتناول من الأسرار المقدسة والتبرك بصلوات الآباء قبل رحيلها ..

عضدت قوة الله الفائقة القدرة ماريا ، فقد حاولت أن تقتفى أقدام أندرو فى الطريق ، ولكن المسكينة لم تكن تكاد تنهض حتى تقع سريعاً وسط الثلوج فاقدة وعيها ثم تحاول النهوض مرة أخرى ثم تسقط وهكذا ... ولكنها لم تيأس من مواصلة السير لأنها كانت تُذكر نفسها باستمرار بضرورة وصولها إلى الدير لئلا تموت دون أن تتناول من الأسرار المقدسة ..

ولم تتخل َ عناية الله عن هذه الناسكة العابدة حاملة إكليل الإيمان الذى لا يُقهر فى المسيح يسوع ..


*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع *** يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

10‏/09‏/2013

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج18



منسك ماريا الأخير فى الشمال :

وصلت ماريا بمفردها إلى دير القديس نيسيفوروس ، وهناك تقابلت مع حنّة رفيقتها الأولى فى الحياة النسكية .. فبفضل صلوات آباء أولونتز وتدخلهم مع الحكومة المحلية للمنطقة ..سُمح لحنّة بالإقامة _خلال فترة تواجد ماريا فى الجنوب _ فى دير مهجور يقع على بحيرة ويُعرف من سكان المنطقة بدير بادان ...

فى دير بادان تجمع عدد من الفتيات الأتقياء للحياة سوياً ..وكان الدير يقع فى وسط غابة كثيفة .. أما بلدة بادان ، فكانت عبارة عن جزيرة صغيرة مُحاطة ببحيرة عظيمة من كل الجوانب تتصل بالساحل فى أوقات الصيف بواسطة الروافت وفى الشتاء بواسطة زحافات الجليد ..

دعت حنّة ماريا لتذهب إلى بادان لتحيا منفردة فى منطقة خلف البحيرة .. ولكن ماريا لم تُفضل المكوث هناك لأنها إعتادت على السُكنى فى أعماق الغابات المهجورة ..

وعندما رأى الآباء الشيوخ إصرار ماريا على مواصلة جهادها فى الغابات لم يثنوها عن عزمها بل بحثوا لها عن مكان أكثر ملاءمة فى الغابات المجاورة ..فاستدعوا أندرو ، رجل الله ذو القلب البسيط المُحب مرة أخرى ، فجاء فرحاً ليخدم عابدة الرب ...

وفى المكان المحدد على بُعد خمسة أميال من الدير فى منطقة أخرى من الغابة بدأ أندرو يقطع الأحجار وبنى كوخاً صغيراً حيث أقامت فيه ماريا مع إبنة أختها بيلاجية التى جاءت لتقطن معها فى الغابة ...

وبالرغم من أن الكوخ قد أًعد جيدأ إلا أنه كان يقع بالقرب من مستنقع ملىء بالحيات وكل أنواع الزحافات والأفاعى .. فلم تحتمل بيلاجية الحياة بالقرب من الحيات اللاذعة ، فالتمست من الشيوخ السماح لها إما أن تذهب إلى بادان للإقامة مع مجمع حنّة الصغير ، أو أن يكون لها كوخ فى مكان جاف آمن ...وبناء على توسلات ماريا نفسها للآباء الشيوخ ، سمح الأباء لبيلاجية بالإقامة فى قلاية على مسافة قريبة من ماريا فى نفس الغابة ...

*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع *** يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج17



عندما علم الأب جيراسيموس بحالة ماريا المرضية فى مغارتها التى لا تصلح للإقامة ، تأثر جداً وتشاور بشأنها مع الأب دانيال الذى كان رئيساً لدير Polyostrov فى أولونتز ثم كتب خطاباً للأب ثيوفان يُعلمه بإمكانية إيجاد مكان لعابدات الرب فى بلدتهما فى Vazhe Lake ، وطلب منه أن يُخبر الأب الأسقف أغناطيوس بزوال العقبات التى كانت تعترض إقامة عابدات الرب فى أرض الشمال وعليه أن يُخبرهما بذلك وأن تُسرعا بالعودة .

استحسن الأب أغناطيوس رأى الأب الشيخ خاصة إنهما قد لا تجدا أى مساعدة فيما بعد خاصة أنه سيترك الخدمة فى القوقاز نظراً لمرضه ليتفرغ للعبادة .. ولذا استدعى فى الحال ماريا ومطرونة وأخبرهما عن خطاب الأب جيراسيموس ...

وبالفعل فى بداية فصل الربيع زودهما الآباء فى الجنوب بكل مستلزمات الطريق لهذه الرحلة الطويلة ..
وفى طريق العودة ، مرتا على Sviatogorsk بالقرب من كاركوف ، حيث استراحتا ثم تابعتا بعد ذلك الرحلة .. وقد زارتا بلدتهما فى سترايا روس حيث ظلت مطرونة مع والديها عاماً كاملاً لأنها كانت فى حالة شديدة من الإعياء .

*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع *** يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner