منسك ماريا الأخير فى الشمال :
وصلت ماريا بمفردها إلى دير القديس
نيسيفوروس ، وهناك تقابلت مع حنّة رفيقتها الأولى فى الحياة النسكية .. فبفضل
صلوات آباء أولونتز وتدخلهم مع الحكومة المحلية للمنطقة ..سُمح لحنّة بالإقامة _خلال فترة تواجد ماريا فى الجنوب _ فى دير مهجور يقع على بحيرة ويُعرف من
سكان المنطقة بدير بادان ...
فى دير بادان تجمع عدد من الفتيات
الأتقياء للحياة سوياً ..وكان الدير يقع فى وسط غابة كثيفة .. أما بلدة بادان ،
فكانت عبارة عن جزيرة صغيرة مُحاطة ببحيرة عظيمة من كل الجوانب تتصل بالساحل فى
أوقات الصيف بواسطة الروافت وفى الشتاء بواسطة زحافات الجليد ..
دعت حنّة ماريا لتذهب إلى بادان لتحيا
منفردة فى منطقة خلف البحيرة .. ولكن ماريا لم تُفضل المكوث هناك لأنها إعتادت على
السُكنى فى أعماق الغابات المهجورة ..
وعندما رأى الآباء الشيوخ إصرار ماريا على
مواصلة جهادها فى الغابات لم يثنوها عن عزمها بل بحثوا لها عن مكان أكثر ملاءمة فى
الغابات المجاورة ..فاستدعوا أندرو ، رجل الله ذو القلب البسيط المُحب مرة أخرى ، فجاء
فرحاً ليخدم عابدة الرب ...
وفى المكان المحدد على بُعد خمسة أميال من
الدير فى منطقة أخرى من الغابة بدأ أندرو يقطع الأحجار وبنى كوخاً صغيراً حيث
أقامت فيه ماريا مع إبنة أختها بيلاجية التى جاءت لتقطن معها فى الغابة ...
وبالرغم من أن الكوخ قد أًعد جيدأ إلا أنه
كان يقع بالقرب من مستنقع ملىء بالحيات وكل أنواع الزحافات والأفاعى .. فلم تحتمل
بيلاجية الحياة بالقرب من الحيات اللاذعة ، فالتمست من الشيوخ السماح لها إما أن
تذهب إلى بادان للإقامة مع مجمع حنّة الصغير ، أو أن يكون لها كوخ فى مكان جاف آمن
...وبناء على توسلات ماريا نفسها للآباء الشيوخ ، سمح الأباء لبيلاجية بالإقامة فى
قلاية على مسافة قريبة من ماريا فى نفس الغابة ...
*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع ***
يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير
الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق