مأوى ماريا فى القوقاز :
على بعد ميلين من دير ستافروبول وعند أسفل
رابية ، لاحظت ماريا وجود مضيق به مكان يُشبه المغارة أو الكوخ مكسواً من كل جانب
بعوسج من العنب البرى ..
استعطفت ماريا بدموع غزيرة الأب ثيوفان
ليتيح لها فرصة الإقامة فى هذه المغارة ولما لم يستطع أن يُثنيها عن عزمها ، حاول
أن يُريح هذه الناسكة التى أتت من أقصى الشمال لتبحث عن مكان هادىء منفرد للعبادة
متفكراً فى قول مُعلمنا بولس الرسول : " تائهين فى برارى وجبال ومغائر وشقوق الأرض "
.
كانت هذه المغارة المنخفضة تقع فى مضيق
جبل القوقاز وتشبه كثيراً المغائر التى أكمل فيها أباؤنا القديسون جهادهم ... وكان
بداخل المغارة موقد حجرى صغير وحصيرة صغيرة .. وفى مكان المائدة وُجد قطاع من
الشجر (قورمة) وفى أحد جوانب المغارة وُضع برميل صغير به قليل من دقيق
القمح والسن كمؤونة ...
وبالقرب من مضيق الجبل ، كان يجرى جدول من
المياه إلى أسفل يملأ المضيق العميق بالماء خاصة فى فصل الخريف الذى يندر فيه
المطر ..
أحبت عابدة الرب هذا الكوخ جداً وشعرت
بمتعة روحية فيه كأنها تُقيم فى الفردوس ولم تُبارحه لحظة وكان يزورها من حين إلى
آخر الأب ثيوفان والرجل التقى الذى تقابل معها عند دخولها للمدينة ...
ومع حلول فصل الشتاء ، ظهرت عيوب المغارة
التى تُقيم فيها ماريا ... فالسيل الجارف من مياه المطر كان يتخلل السقف مُحملاً
بكميات من الطين المُغطى لجدران المغارة .. وكانت ملابس ماريا دائماً فى حالة
رطوبة شديدة ...وبذلك بدأ الشتاء القارص يؤثر على كل أعضاء ماريا ... فسقطت على
الأرض طريحة الحمى والروماتيزم الذى اعترى عظامها ...
*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع ***
يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا
(8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق