الرحلة إلى الجنوب
غادرت ماريا ومطرونة "سترايا روس" فى شهر مايو ووصلتا عن طريق كييف إلى الجبل
المقدس "سفياتوجورسك" أثناء فترة صوم الرسل ..فحضرتا القداس
الإلهى بالدير وتناولتا من الأسرار المقدسة ولكنهما لم يمكثا هناك إذ لم يتمكن
رئيس الدير من توفير مأوى لهما فى الغابات التابعة للدير والتى يُقيم بها العديد
من الآباء الشيوخ النساك من دير سفياتوجورسك وأثناء تواجد ماريا هناك تسلمت خطاباً
من الأب ثيوفان يدعوها للذهاب إلى "ستافروبول" آملاً أن يجد لها مأوى مناسباً بالقرب من دير للبنات
يُعتبر هو الأب الروحى المسئول عن رعايته ..
غادرت ماريا ومطرونة الجبل المقدس فى عيد
الشهيدين بطرس وبولس الرسولين وقطعتا طريق الرحلة الشاق وكان يغمرهما فرح وسلام عجيبان
وإيمان تام بعناية الله بهما ...
فعبرتا طرقاً ومدناً كثيرة وهما يسيران من
محطة إلى أخرى .. فكانتا تقطعان أحياناً أكثر من ثلاثين ميلاً فى اليوم وكانتا
تسترشدان ببعض الرجال الأتقياء فى الطريق وكانت مطرونة فى حالة شديدة من الإجهاد
والإعياء إذ لم تعتد على السير لمسافات طويلة فكانت تتوقف عن السير خاصة عندما
تشتد الحرارة .. وكانت ترتمى على الأرض تحت ظل الأشجار الكثيفة الموجودة بالقرب من
الطريق وتروى ظمأها الشديد الغير المحتمل بمضغ بعض أوراق الشجر التى ترطب لسانها
.. وبعد أن تستريح قليلاً كانت تنهض مسرعة تجرى خلف خالتها ماريا ..
وعند عبور الأنهار بالمعديات لم يطلب منهما
أحد مالاً من أجل اسم المسيح وفى الليالى ذات الظلام الدامس ، كانتا تسيران على
ضوء النجوم اللامعة دون أن تهابا أى أذى من الحيوانات المتوحشة .. وقد حفظهما الله
بعنايته ومراحمه بصلوات الآباء القديسين .. وأخيراً وصلتا فى مساء يوم 29 أغسطس فى
تذكار استشهاد القديس يوحنا المعمدان إلى "ستافروبول" فى القوقاز .
*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع ***
يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير
الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق