غادر عامل التلغراف بيته وهو فى غاية القلق .
كان قد نقل ابنه فى منتصف الليل الى المستشفى حيث أجرى الأطباء له عملية الزائدة الدودية ( المصران الأعور) ، وتركه مع والدته فى المستشفى ثم سافر من بيته فى القاهرة ، الى عمله فى احدى المدن الصغيرة بمحافظة بنى سويف .
وهناك جلس شارد الذهن ، أمام آلة ارسال وتلقى الرسائل التلغرافية ، يفكر فى ترك عمله والعودة الى ابنه فى القاهرة . لكنه تردد ، حتى لا يتخلى عن مسئولية عمله ..فهناك عشرات البرقيات التى تحمل أخبارا عاجلة ، ستتأخر عن أصحابها اذا ترك عمله بغير أن يكون هناك من يحل محله .
وفجأة ، وجد نفسه يحدق فى نص برقية تلقاها وهو شارد الذهن .
وبذل مجهوداً كبيراً حتى استطاع أن يركز ذهنه مع الكلمات ، التى كانت موجهة إلى شخص لا يعرفه ، لكنها كانت تقول :
" ثق بالله ولا تقلق ...كل شئ على ما يرام ".
وأحس الرجل أن رحمة الله قد أرسلت له شخصياً هذه البرقية ، فقد كانت كلماتها هى نفس ما يحتاج إليه فى تلك اللحظات !!
وغمره شعور بالراحة والاطمئنان ، وأقبل على عمله بثقة وتفاؤل .
(عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق