24‏/12‏/2010

حكمة أم خبث ؟

(1)
     - تزوجته أرملاً .
كان له من البنين ولدان , وانجبت منه ابنها الأول ونجله الثالث .
تغيرت محبتها التى كانت تقدمها من قبل لابنيه ، فوليدها أحق بها منهما ، وبدأ فتور الحب يزحف نحو فؤادها الدافئ الدافق .
وأرادت أن تحتفظ بالصورة ، بعد فقدان الجوهر .
فلم تتنكر لحبها لهما ، ولكن نوازع عواطفها وخلجات قلبها لا يمكن لغير فلذة كبدها أن يشاركه فيها .
فهاها فكرها الى تصرف أو قل حيلة .
كانت تعجن فطيرتين ، حيث لا يسمح اقتصاد المنزل بثالثة .
ويصطف الأبناء الثلاثة فوق المائدة .
فتقدم لولدى زوجها الفطيرتين ، لكل منهما فطيرة ، ولا تعطى لولدها شيئاً .
ولكنها تقدم للولدين أمراً قبل الشروع فى إلتهام الطعام ، فكانت تقول لكل واحد منهما : " خذ نص الفطيرة و آدى أخوك نص " ، فللتو يقوم كل من الولدين بكسر فطيرته إلى شطرين ليناصفه شقيقه الثالث ، وابن زوجة ابيه ، فيها .
وبالتالى يكون هذا الابن الثالث قد أخذ شطرين ، من كل شقيق شطراً ، وأخذ الأشقاء الإثنين الآخرين ، كل منهما شطراً واحداً .
فيكون نصيب الولدين من الفطيرتين فطيرة واحدة ، أما الفطيرة الثانية فهى من نصيب الولد الثالث وحده .
هل تسمى هذا حكمة أم خبثاً ؟
إن بين الحكمة والخبث خيطاً رفيعاً ، كذلك بين الصدق والمبالغة ، والحب والمجاملة ، والغيرة والغضب و.....
بين كل هؤلاء خيط رفيع جداً فقد تنقلب الفضيلة إلى نقيضها ويضيع جهد صاحبها .
يا أمى ، يا زوجة الأب :
لماذا لا تكونين بالحقيقة أماً ؟ لماذا لا تعاملين أولادك وأولاده معاملة واحدة ؟ أم أنك تنتقمين منهم لأن أمهم قد أفسحت لك مكانها فى بيتها وبيتهم ؟ لماذا تضاعفين من اتعابهم وإيلامهم ؟

يتبع ------------- يتبع ------------ يتبع ----------- 

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner