سافر أحد رجال الدين الى قمم جبال الألب فى فصل الشتاء وكان الثلج كثيفا والرياح باردة ، فتعب من شدة البرودة والجوع واذ رأى أنه لا قوة له على المسير بعد ، اضطجع على الثلج ونام .
ولو ترك على هذه الحال لنام نوما أبديا ، غير أن فلاحا وصل اليه فمسكه وهز جسمه وناداه ورق لحاله واظهر له الحنان واعطاه ماء ليشرب وطعاما ليأكل ثم حمله فى سيارته وأوصله الى القرية المجاورة .
فاذ شعر رجل الدين بعظمة هذا المعروف ، قدم للرجل بعض الدراهم مكافأة له على حسن صنيعه ، فرفض الرجل أخذها قائلا ( أن هذا واجبنا أن نساعد بعضنا بعضا وعندى أن قبول الأجرة يعد اهانة لعمل كهذا هو من ضروريات اظهار المشاعر الانسانية ) فقال له الكاهن ( اذا عرفنى اسمك حتى أذكره للرب فى صلواتى ) ، فأجابه الفلاح الأمين ( بما أنك خادم للأنجيل فأرجوك أن تخبرنى عن اسم السامرى الصالح ) فقال الكاهن ( لا أعرف اسمه ) فأجاب الفلاح ( اجعل اسمى مجهولا كأسمه فالرب يعلم بهما كليهما ) .
( عن كتاب لنعمل معه لأبونا مرقس عزيز خليل )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق