( عن كتاب خبرات فى الحياة لقداسة البابا شنودة الثالث )
إننى أذكر هذا الإنسان جيدا وما حكاه لىّ :
توفى والده بعد مرض طويل ، قضاه بين المستشفيات والأطباء والأدوية ..فجاء كثيرون يعزونه فى الكنيسة وفى البيت وفى سرادق العزاء ...ومضى كل منهم إلى شأنه .
وفى وسط كل هؤلاء ، سلّم عليه صديق عزيز إليه ، وهو خارج من سرادق العزاء ، وسلمه خطاباً ، وقال له : إقرأ هذا الخطاب سراً بعد رجوعك إلى البيت .
ولما عاد إلى بيته فتح الخطاب ، فقرأ فيه هذه العبارات :
" لاشك أن مرض والدك قد كلفك أعباء مالية ضخمة ، ولعلك مديون بالكثير ، كما أن هذا السرادق والصرف على الضيوف يكلفك عبئاً مالياً آخر ، يضاف إليه إعلان النعى فى الجرائد " .
" لذلك أرجوك قبول هذا المبلغ ، من قلب يحبك ويشعر بك ...لأنى أنا نفسى وقعت تحت أعباء مالية كهذه ، فى ظروف مشابهة ...وليكن الأمر سراً بيننا ..." .
هذا الصديق قدم عزاءه ، ولم يكن مجرد عزاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق