06‏/12‏/2010

الجانب المضئ


فى مواجهة الشقة التى تقيم بها عائلة من أصدقائى ، تسكن سيدة بمفردها بعد وفاة زوجها ، ويأتى أولادها لزيارتها بين وقت وآخر .
وذات مرة ، كنت أزور أصدقائى ، فوجدت جارتهم عندهم ، ولاحظت أنها لا تستطيع تحريك احدى ساقيها الا بصعوبة بالغة ، وبألم شديد كانت تخفيه خلف ابتسامة راضية .
وعندما عادت الى شقتها ، قال لى صديقى " هل رأيت هذه السيدة ؟! انها نموذج رائع لقدرة الانسان على مواجهة أسوأ الأمور بابتسامة .
لقد أصيب ساقها بالروماتيزم ، وتكاد لا تستطيع تحريكها ، لكنها تقول راضية : " أنا سعيدة الحظ .. لقد أصبت مرة بهذا المرض فى ساقى الاثنتين ، والحمد لله ، لم يعاودنى هذه المرة الا فى ساق واحدة " .
وذات مرة ، خرجت الى السوق ، وضاع منها كيس نقودها به عشرين جنيها هى فى أشد الحاجة اليها ، فرجعت تقول مبتسمة : " الحمد لله أننى لم أكن أضع فى الكيس كل مبلغ المعاش الذى أتسلمه أول كل شهر " .
وذات يوما أفسد الكواء ثوبا أرسلته اليه ، فسمعتها تقول : " لقد قال لى كثيرون ان هذا الثوب لم يعد يناسب سنى ، لكننى رغم ذلك كنت أرتديه .. الحمد لله أنه خلصنى منه " .
وهكذا فانها تستطيع أن تجد جانبا مضيئا فى كل كارثة تحل بها ، وتظل ابتسامتها قادرة على مواجهة كل تقلبات الحياة ..
 (عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى ) 

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner