18‏/08‏/2013

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج1





ج1
مقدمة

حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادى ،كانت أراضى روسيا غنية بغاباتها الواسعة وأشجارها الكثيفة . ففى هذه الغابات وفى أعماق السكون الذى كان يسود بين أشجارها الخضراء ، بنى العديد من النساك أكواخ ليحيوا فيها مع الله حيث تمموا فى الخفاء جهادهم النسكى المعروف فقط لدى الله الذى وهبوا له أنفسهم ..

لقد فعلوا ذلك من أجل خلاصهم الأبدى ومن أجل العالم المسيحى أجمع الذى يصلون من أجله ليلاً ونهاراً بعيداً عن إنشغالات العالم ...

وفيما يلى سوف نرى كيف كانت حياة هؤلاء الآباء النساك – الذين عاشوا فى عمق الغابات كملائكة بالجسد فى تمجيد دائم ومستمر لله – بمثابة استنارة روحية لإخوتهم العلمانيين ..

فالعديد من أسر وسكان المناطق المجاورة كانوا يسترشدون بتعاليمهم مما كان له الأثر الواضح فى نشأة أولادهم وتربيتهم فى مخافة الله ، مما يلقى الضوء على أهمية التربية الأولى فى نشأة الطفل كما سنرى ...

وكان العديد من الفتيان الصغار وهم مازالوا فى سن العاشرة من عمرهم ، يذهبون إلى الغابات فى صحُبة آبائهم وأجدادهم لينالوا بركة من الأباء الشيوخ ، فكانت عقولهم وقلوبهم البسيطة تلتهب اشتياقاً لتقليد هؤلاء الأباء فى جهادهم ..فكانوا يقضون معهم أعياد الميلاد والقيامة حيث يتعلمون من الآباء قراءة المزامير ويسمعون العديد من سير القديسين ...

**يتبع **** يتبع **** يتبع **** يتبع **** يتبع **
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner