20‏/08‏/2013

مصابيح موقدة فى غابات روسيا ج4



زار باسيليوس (والد ماريا ) الآباء الشيوخ وأخبرهم عن أحوال صغيرته ، فنصحوه بأنه لابد أن يترك الله يعمل فيها حسب عنايته وإرادته الصالحة ..ولكن عليه أن يهتم بتعليمها القراءة والكتابة ..حينئذ اتصل باسيليوس بمعلم قرية بريدينو الذى اهتم على الفور بتعليم الإبنة صلوات السواعى وترنيم المزامير ..وكانت الطفلة سريعة الفهم ، تتمتع بذاكرة قوية ، فاستطاعت بسرعة أن تُجيد القراءة والكتابة فى وقت قصير ...

كانت ماريا لا تُضيع الوقت وتستغل كل دقيقة تتفرغ فيها من أعمال المنزل فى مطالعة كتابها .. وبسرعة استطاعت أن تحفظ عن ظهر قلب كل صلوات السواعى ثم حفظت بعد ذلك المزامير أيضاً .

فرح الوالدان باجتهاد إبنتهما وأرادا أن يكافئاها على هذا النشاط والاجتهاد ، فأخذاها معهما إلى الغابة لتأخذ بركة الآباء فى غابات أولونتز حيث كان يُقيم الأب أشعياء – شقيق باسيليوس – الذى تجمع حوله عدد من الإخوة ، فأسس دير القديس نيسيفوروس فى Vazhe Lake.

بارك الآباء الشيوخ الطفلة ومنحوها كتاباً يحتوى على قراءات يومية لسير القديسين ...وكلما انتهت من قراءته كانوا يعطونها جزءاً آخراً وهكذا ...

كانت ماريا تسهر فى قراءة الكتب حتى منتصف الليل وفى مساء اليوم التالى ، كانت تُعيد قراءتها بصوت عالٍ لوالديها وأخوتها .. وعلى مدار الشتاء انتهت ماريا من قراءة كل كتب سير القديسين التى أخذتها ..

لاحظ الوالدان أن ماريا بدأت تقلل من كمية الطعام الذى تتناوله خاصة فى أيام الأصوام ، وفى الليل ، عندما ينام الجميع ويسود السكون ، كانت تنهض من فراشها دون أن تُحدث صوتاً لتقف أمام الأيقونات ، تُصلى وتقدم العديد من الميطانيات ...وكانت والدتها حريصة على ألا تشعرها بملاحظتها لها فى قيامها وصلواتها ..ولم تُخبر أحداً بذلك وكانت تقول : " ليت إبنتنا تُفرح قلب الله " .

كانت ماريا مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة كما كانت تُجهد نفسها يوماً بعد يوم فى العمل وأصبحت اليد اليمنى لوالدتها ، تساعدها فى كل شئ طوال اليوم .

*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع *** يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner