أرسل الأب أشعياء أربعة رجال من عمال الدير
اتهيئة المغارة ، التى كانت تُقيم فيها الأم أكولينا ، لتكون صالحة للسكنى
..وتبعهم الأب الشيخ وفى صحبته ماريا وحنّة ..
وبعد جهد كبير استطاع العمال أن يكشفوا باب
المغارة الذى قد تغطى بالجليد والأتربة..
كانت مساحة المغارة تبلغ 7 أقدام مربعة ، بها نافذة صغيرة من الزجاج ..ففى الركن
الأيمن مقابل الشرق ، يوجد لوحين من الخشب مثبتين ببعضهما بطول الحائط بغرض
استخدامهما كمقعد للجلوس أو كسرير للنوم ليلاً ..
وأثناء قيام العمال بالعمل فى المغارة ، جلس
الأب الشيخ على جزع شجرة كان مقطوعاً بينما ظلت إبنتاه واقفتين مقابله تنصتان إلى
تعاليمه .. وبعد إنتهاء العمال من العمل دخل الأب الشيخ المغارة ورش داخلها
وخارجها بالماء المصلى ورشم الجهات الأربعة للقلاية بعلامة الصليب ثم ثبت أيقونة
فى ركن الصلاة ووضع بجوارها ثلاثة كتب : الكتاب المقدس باللغة السلافونية القديمة،
وكتاب صلوات السواعى "الأجبية" ، وكتاب المزامير .
وقد أحضر الأب أشعياء من بيت الضيافة بالدير
غلاية وإناء فخارى لعمل الحساء وقدحاً خشبياً كبيراً وطاستين من الخشب وملعقتين
وسلطانية مجوفة من الخشب ودلوين كما ترك لهما أيضاً فأساً وكوريكاً لكل منهما ...
أما الماء فكان يمكن لهما الحصول عليه شتاءً من الجليد وفى الصيف من مجرى الماء
الذى يجرى فى مضيق بين جبلين بالقرب من المغارة ، أما مؤونة الطعام فكانت عبارة عن
نصف جوال من دقيق الشعير .. وكيس بطاطس و طحين الشوفان ونصف جرة ملح وقليل من
البصل .. وأعلم الأب إبنتيه الناسكتين بكيفية صناعة الخبز وتجفيفه .. أما بالنسبة
للزيت فقد نسى إحضاره معه .. أما هما فقد استغنتا عنه ..
ثم أعلمهما أبوهما الشيخ ، بأنهما تستطيعان
المجىء إلى الدير فى الأعياد الكبرى للتناول من الأسرار المقدسة ..
فرحت ماريا وحنّة جداً ، وشكرتا أباهما
ومعلمهما الشيخ ، وودعتاه إلى خارج المغارة ، فإنصرف بعد أن باركهما ..
*يتبع ***يتبع *** يتبع ***يتبع *** يتبع ***
يتبع*
( عن سلسلة أنا هو لا تخافوا (8) ترجمة دير
الشهيد العظيم أبى سيفين للراهبات لسنة 1999 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق