كان القديس فرنسيس دى بورجيا دوقا ونائب ملك أسبانيا ، وقد قضى سنينا عديدة فى بلاط الملك تشارلز الخامس .
وكان من أحر رغباته أن ينال حظوى لدى الملكة ايزابل وساعدته الظروف فنال بغيته وصار من أعز المقربين اليها، وكانت تعتبر أجمل نساء عصرها وعندما ماتت أمر الملك بأن يرافق جثتها فرنسيس دى بروجيا الى مدينة غرناطة حيث كان يدفن الملوك فى أحد كنائسها .
وحين دخل الموكب الى الكنيسة فتح النعش بحسب الأمر الملكى بحضور فرنسيس نائب الملك ليتحقق هو والجميع أن الجثة التى أمامهم هى للملكة المتوفاة نفسها .
فلما نظر فرنسيس الى وجه الملكة ايزابل ، الذى شادت بذكر جمالها الجموع ، رأى البشاعة الهائلة التى طبعها الموت على ذلك الوجه الذى كان ناضرا من أيام قليلة ، وحين شم الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثة ، اهتز قلب الشريف ارتعابا واشمئزازا ، وقال لنفسه ( ما أسرع أن يزول الجمال والعز والسعادة ! لقد خدمت هذه الملكة سنينا عديدة ، فما الذى ربحته ؟ من المحال أن أخدم خليقة يخطفها الموت هكذا . لن أخدم سوى الله ) .
وقضى طول الليل يصلى ، ثم ما لبث أن هجر مركزه العالى فى القصر الملكى وأصبح راهبا بارا .
( عن كتاب لنعمل معه لأبونا مرقس عزيز خليل )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق