حدث فى الستينات تقريبا كنت ماشى ومتجه الى شارع بمحرم بك ، وكان زمان يوجد سور ملك مطابع محرم ولمحت أبونا بيشوى كامل ماشى على الاقدام بجانب هذا السور فقلت أجرى أحصله علشان أسلم عليه ، فأسرعت حتى اقتربت منه وكنت على بعد خطوات منه ، فوجدته فى حالة صلاة عميقة جدا ، لدرجة أنه مش دريان باللى حواليه ومش حاسس بى ومن رهبة المنظر وهو رافع عينيه فوق ويتمتم ويصلى بعمق لم أستطع أن أتكلم معه ، ولا أن أقطع صلاته وذهبت على الرصيف الثانى وفضلت أراقبه وهو فى حالة صلاة عميقة ( فى عالم آخر ) ، واتعلمت منه أن الواحد ممكن يصلى بتركيز شديد أيضا وهو ماشى فى الشارع بل وهو بيعمل أى حاجة لاننا دائما نشتكى من عدم تركيزنا ، أما هذا المنظر فعلمنى أنه لا مستحيل من التركيز فى الصلاة فى أى مكان .
ماشى على الأرض برجليه ولكن قلبه فى السماء وكلما أمشى فى هذا المكان أتذكر المنظر الجميل لابونا بيشوى .
( عن كلمة أبونا شنودة دوس _ كندا _ عن كتاب القمص بيشوى كامل حامل الصليب لأبونا جرجس سامى – كنيسة مارجرجس اسبورتنج )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق