14‏/11‏/2010

قاضى الأرامل .. وأبو الأيتام



ذهب أحد خدام النشاط ليخدم فى قرى محافظة أسوان بدعوة من الأب الأسقف هناك لعمل اجتماعات للشباب فى فترة الاجازة الصيفية . ورغم شدة الحرارة فى هذا الوقت من السنة ، الا أنه كان سعيدا جدا بعمل الله معه ، والتفاف الشباب حوله ، وعمل روح الله فيهم.
وفى اليوم السابق لعودته الى القاهرة ، كان فى زيارة لأحد الشبان فى منزله . ولما علمت أسرة الشاب بسفره ، أوصته بتوصيل مبلغ من المال الى أسرة فقيرة تسكن فى حى مجاور له ، فقد مات الأب وترك أسرته بلا أى مورد للرزق ولا أحد يهتم بهم ، فوعد الخادم بذلك .
وعندما عاد الخادم الى القاهرة ، نسى تماما موضوع الأرملة وأولادها ، وكان قد وضع الظرف الذى به المال داخل حقيبة .
وفى يوم ، كان ذاهبا فى مشوار مهم ، وتأخر عن الموعد فأوقف تاكسى ليقله الى مكان اللقاء ، ولكن للأسف بعد أن سار التاكسى مسافة قصيرة ، توقف السائق وعرف منه الخادم أن ( العجلة نامت ) ويجب استبدالها .
نزل الخادم متضايقا ، ووقف ينتظر تغيير العجلة . وفيما هو واقف بجوار شباك أحد المنازل ، سمع صوت امرأة تصلى وكانت تقول : " أنت عارف يارب أن آخر لقمة فى البيت أكلوها الأولاد قبل ما ينزلوا المدرسة والبيت كله فاضى ومعيش فلوس ، واحنا يارب ملناش غيرك نتكل عليه ونلجأ له"، وكانت المرأة تبكى وهى تصلى .
وهنا فقط تذكر الخادم أمر الظرف الذى كان مفروضا أن يوصله ، أخرج الخادم الظرف بسرعة من حقيبته ، وقرأ العنوان . وكم كانت دهشته لقد كان العنوان هو نفسه المكان الذى يقف عنده ، والبيت الذى يقف أمامه ، وعرف أن هذه الأرملة هى المقصودة ، فدخل بسرعة اليها ، وأعطاها المال ، وأعلمها بقصته و مدى اهتمام الله بها و بأولادها ..
فهو قاضى الأرامل وأبو الأيتام ، وهو المسئول شخصيا عنهم .
(عن كتاب قاضى الأرامل لأبونا تادرس يعقوب ملطى )  

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner