02‏/05‏/2011

زيارة إلى القبر الفارغ



مع مسيح القيامة

مع خيوط الفجر الأولى ...والظلام باقٍ...صاحبت المجدلية فى طريقها إلى القبر المقدس ..
سألتها : ماذا تتوقعين ؟..الحراس المدججون بالسلاح .. قائمون هناك وساهرون !! والحجر الضخم الموضوع على فم القبر ...يستحيل أن تحركه يداكِ الرقيقتان !!
والختم الرسمى ..من الخطورة بمكان ، أن تحاولى إزالته !!
ما قيمة الأطياب التى تحمليها إذن ؟! وكيف ستكفنين المخلص ؟!
صمتت المجدلية قليلاً ، ثم قالت :
أسئلة صعبة وعسيرة ...جوابها الوحيد هو الحب !!
فالحب الواثق فى المحبوب ..لا يستحيل عليه شئ ...
فالمحبوب هو المخلص القادر على كلّ شئ !!
                            ++++++++++++              
سرت معها متعجباً من حبها ...
الذى يتحدى الظلام ..
                           والبرد ...
                                 والحراس ...
                                          والحجر ...
                                                      والختم !!
سرت معها ألمح فى عينيها الإصرار ...إصرار يختلط بالدموع ...وإعتزاز ...إعتزاز يدعمه الإيمان !!
ولما وصلنا إلى القبر ...رأينا عجباً ...
+ أين الحراس ....لقد ذهبوا !!
+ أين الحجر ... ها هو مرفوع عن القبر !!
+ أين المسيح ... لقد ترك القبر فارغاً !!
أسرعت المجدلية إلى التلاميذ ...وكنت أجرى ألهث خلفها ... لأن طاقة الحب التى فيها أعطتها إمكانية انطلاق فائق ... لا أستطيع أن أجاريها فيه !!
                         +++++++++++   
وجاءت إلى بطرس ويوحنا : " أخذوا السيد من القبر .. ولسنا نعلم أين وضعوه !! " ( يو 20 : 2 )
فجرى بطرس ويوحنا إلى القبر ... وسبق يوحنا بطرس لشبابه ... فرأى الأكفان موضوعة .. ولكنه لم يدخل إلى القبر ..أما بطرس فدخل إلى القبر ..فنظر الأكفان موضوعة ...والمنديل فى موضع لوحده !!
ثم دخل يوحنا الحبيب ...فرأى نفس الشئ ... رأى وآمن !! ومضى التلميذان إلى موضعهما ...
                        ++++++++++++    
أما مريم فاستمرت واقفة عند القبر ...
تتمسك بأن ترى جسد السيد المسيح ... لتكفنه بالأطياب الثمينة ... وأثمن منها الحب !!
 كانت تبكى ...وتنظر إلى القبر ... لعل الجسد يعود إلى مكانه ... ولكنها نظرت ملاكين !!
     + " يا امرأة ... لماذا تبكين ؟ " .
     + " أخذوا سيدى ، ولست أعلم أين وضعوه "
                                                             (يو 20 :13 )
وفجأة التفتت إلى الوراء ...
ذلك لأن الرب دخل إلى المكان ...
وإذ رآه الملاكان ربما سجدا فى خشوع ...
فالتفتت مريم إلى حيث نظر الملاكان ...
فرأت السيد المسيح .. ولم تعلم أنه يسوع !!
هل هى الدموع التى تملأ مقلتيها ...أم هو توقع أن الجسد مازال ميتاً ...فكيف ترى شخصاً حياً أمامها ..
                      ++++++++++++++   
بادر الرب بسؤالها :
      + " يا امرأة لماذا تبكين ؟ من تطلبين ؟ " .
وإذ ظنت أنه البستانى قالت :
      + " يا سيد إن كنت أنت قد حملته ، فقل لى أين وضعته ، وأنا أخذه " ...
لكن مسيح القيامة ...ليس جسداً ميتاً ..يمكن للبستانى أن يأخذه ...ولمريم أن تحمله !!
صاح بها الرب :
     + " يا مريم " .
فانتبه قلبها المحب ...واستيقظ ذهنها النائم ..وهتفت قائلة :
    + " ربونى .. يا معلم "..
إن لمسة الحب الشخصى ...والمعرفة الدقيقة باسمى ..هى الطريق إلى رفع الغشاوة .. ولقاء المخلص ... والفرح بالقيامة !!
وإذا بمريم تحاول أن تلمس المخلص ...تلتمس الدليل المادى .. وتتحقق من قيامة الفادى ..وكانت قد أمسكت بقدميه قبلاً ( مت 28 : 9 )

فلماذا الشك ؟

ربما كان جسد القيامة المجيد .. النورانى ، الروحانى ، الفائق ...وهل جسد القيامة يمكن أن يُلمس أو يمسك ؟! هل يمكننا أن نلمس النور أو نمسك به ؟!
    + " لا تلمسينى ..." قال المخلص ..ثم أعقب ظهوره لها بالوصية :
    + " اذهبى إلى إخوتى .."
ثم الرسالة :
    + " قولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم ..وإلهى وإلهكم " (يو 20 : 17 ) .

ورأيت مريم تخر ساجدة ..وسجدت أنا أيضاً فى موضعى ألتمس قوة الحياة .. وحياة القوة ..التى لنا فى قيامة الرب !!
                 +++++++++++++++ 
(عن كتاب زيارة إلى القبر الفارغ /مارس 2001 / لنيافة الأنبا موسى – الأسقف العام ) 
                 ++++++++++++++

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner