+ أنا الرب راعيك .. وعندما تعرفنى ألا يفرح قلبك بى ؟! ألا يلتصق قلبك بى .. ألا تثبت أنت فىّ وأنا فيك ؟!
+ يا ابنى ..على مر الأزمان أحاول معك لكى أجعل ناموسى فى ذهنك .. وأحاول أن أكتبه على قلبك ... وأريد أن أكون لك أباً وإلهاً .. ولكن لماذا لم تُرد أن تكون واحداً من شعبى ؟!
+ من أنا ...ألست أبيك وراعيك ؟! لقد طلبت منك قائلاً : يا ابنى أعطينى قلبك ؟! وأنت لم تعطِ قلبك واعتمدت على فكرك وسلمت قلبك لمن هو ليس أبيك ولا راعيك؟!
+ هلم نتحاجج يا ابنى .. أنا نقشت اسمك على كفى ..هل هذا الأمر يستهان به ؟! وإن كنت أنت تقدره جيداً .. لماذا تجاهد وتسعى لكى تحفر لك اسماً على قشرة من تراب الأرض .. حيث تأتى الرياح وتطيرها .. ويطير اسمك معها ؟!
+ لماذا تنسى كلامى .. بأن السماء والأرض تزولان ؟!
+ هل تعلم ماذا يبقى بعدما تزول السماء والأرض ؟ كل ما يبقى إلى الأبد هو علاقتى بك ..وعلاقتك بى ..
+ أنتم أبناء آدم .. أنتم أغصان كرمتى ..ودعونى أسألكم ؟ ماذا يصنع لكرمى .. وأنا لم أصنعه ؟! أنتم تعلمون أننى هو ينبوع الماء الحى ولكن لماذا أنت وأخيك ذهبتم بعيداً عنى لتحفروا لكم آباراً ؟ والآبار التى حفرتموها مشققة .. لا تضبط ماء ..
+ يا ابنى ماذا يصنع لك و معك .. وأنا لم أصنع ؟ ألم أبسط لك يدىّ طول الليل وطول النهار ؟ وأنت مُصّر أن تسلك فى طريق غير صالح ؟ ألم أصيح خلفك قائلاً: تعال واقترب منى لكى تتبرر من خطاياك ؟!
+ هل تتذكر عندما كنت عرياناً ومدوساً بدم الخطية .. وأنا مررت بك فى زمن الحب .. هل تتذكر ما قلته لك ؟ وما صنعته معك ؟ من الذى غسلك بماء المعمودية ؟ من الذى ألبسك المطرز ؟ من الذى وضع تاج جمال على رأسك ؟ ألست أنا الذى أعطيتك الحياة من الموت ؟ أنا الذى حررتك من العبودية .. وأنا الذى أضأت على ظلمة الضلالة التى فيك عندما أتيت إليك ؟!
+ أنت أسرعت إلىّ وسألتنى .. ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ وأنا أجبتك بأن تحب الرب إلهك ... وتحب قريبك كنفسك .. وأنت عرفتنى أنك كنت حافظهما منذ حداثتك .. فقلت لك اذهب وبع كل مالك وأعطيه للفقراء .. لماذا مضيت حزيناً ؟!
+ أنت أسرعت إلىّ وسألتنى .. ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ وأنا أجبتك بأن تحب الرب إلهك ... وتحب قريبك كنفسك .. وأنت عرفتنى أنك كنت حافظهما منذ حداثتك .. فقلت لك اذهب وبع كل مالك وأعطيه للفقراء .. لماذا مضيت حزيناً ؟!
+ أنا معلمك وراعيك .. لقد عرّفتك بأنك غريب هنا على هذه الأرض وأنا موطنك وأبديتك فى السماء ... وعلّمتك أنه يجب أن تعد على الأرض ما ينعك للحياة معى فى الأبدية قبل أن ترحل عن هذا العالم .. أجبنى .. لماذا جعلت موطنك وأبديتك هنا على الأرض .. وصيرت نفسك غريباً عن السماء والسمائيين ؟!
+++ يا ابنى أنا أنتظرك أن تبنى لى بيتاً فى داخلك .. وأن تجعل لى مسكناً لراحتى .. منتظر ردك بعودتك لى ...
( لنيافة الأنبا كيرلس أسقف ميلانو _ عن مجلة الكرازة ديسمبر 2005 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق