صباح الخير يا صديقى . خذ وقتك لتكون سعيداً . هل تعلم أنك أعجوبة ، أعجوبة من صنع الله على الأرض ؟ هل تعلم أنك فريد فى تكوينك الجسدى والعقلى والنفسى ؟ فلماذا إذن تنزعج ؟ لماذا تتضايق ؟ لماذا لا تبدأ يومك بالمحبة _ المحبة دون تحفظ _ المحبة للجميع ؟
أليس جميلاً أن تعيش وأن تستطيع أن تعيش ولو بسيطاً بل ولو فقيراً وأن ترى نور الصباح تبسطه الشمس فى بلدك وداخل منزلك وعلى طريقك ، ألست سعيداً أن ترى الناس يحبّون بعضهم بعضاً وراجين أن يكون اليوم الجديد سعيداً " نهارك سعيد ..." .
ألست سعيداً أن تكون لديك الفرصة لتتحرك وتعمل لبلدك ولنفسك ليسود الرخاء ويجد الفقير بل وكل إنسان ما يحتاج إليه ليحيا حياة كريمة .
لماذا إذن تضيّع وقتك يا أخى فيما لا يفيد ولا ينفع ، أن تبدأ يومك مثلاً بالتدخين ، بالإهمال فى عملك ، بخلق المشاكل أو بما يشغلك عن عملك .
لماذا تشغل نفسك بالاهتمام بالمال أو بالمسائل المادية فقط ، خذ ما تريد ، امتلك ما تريد ولكن دون المحبة فإنك تبنى لنفسك حاجزاً سميكاً قد يعزلك عن عالم الحب والمحبة .
لماذا تنزعج وتسبب الإنزعاج للآخرين . استعمل الهدوء الجميل الذى حباه الله للطبيعة , فالنبات ينمو بهدوء والنسيم يهبّ بهدوء والشمس تغرب كما أشرقت بهدوء . كن إنساناً هادئاً مع الجميع تمتلك قلوب الجميع .
لماذا تنشغل بهموم الغدّ ، عش يومك وسلّم غدك للبارئ .
ابتعد عن المناقشات والمجادلات ولا تدّعى العلم الفلسفة ، فإن بساطة الطفل تجعل منه ملاكاً ، والملاك أعظم من سقراط الفيلسوف اليونانى ، وأفلاطون صاحب نظرية المثل فى نظر الله وفى نظر الناس .
لاتنم عندما تشرق الشمس ، بل جاهد واعمل باجتهاد ولا تقلب ليلك إلى نهار فلكل شئ وقت .
خذ وقتك ، خذه كاملاً لتعيش سعيداً وتسعد الآخرين ، إن الوقت ليس خيطاً نشدّه أو طريقاً نسير عليه وإنما زمناً يبدأ بميلاد كل منا وينتهى بمغادرته هذه الحياة .
تمتع إذن بالنور ما دام النور معك ، وإترك خلفك ، على كل أثر خطوة من خطواتك كلمة حبّ أو كلمة محبّة ، عمل حبّ أو عمل محبّة .
( عن كتاب كلمات محبة لحياة أفضل لأبونا مكاريوس أغابيوس )