11‏/02‏/2011

العناية الإلهية



من أجمل الآيات التى قيلت عن الحفظ الإلهى ، ما ورد فى (مز 120 ) : " الرب يحفظك ..الرب يحفظك من كل سوء . الرب يحفظ نفسك ..الرب يحفظ دخولك وخروجك".
إنها عبارات جميلة ومعزية , وتطمئن النفس بأنها فى حمى الله الحافظ . ولذلك نحن نذكر هذا الحفظ الإلهى أو العناية الإلهية فى صلاة الشكر كل يوم ، وإن وضعنا فى أذهاننا هذا الحفظ بإستمرار ، سنعيش مستريحين مطمئنين ، فى سلام قلبى عميق ، لا نخاف ....
+ إذا كنت فى حفظ الله فلن تستطيع قوة فى العالم كله أن تؤذيك .
+ إن حياة الإنسان هى فى يد الله الحافظ ، وليست فى أيدى المعتدين .
+ إن كل خطر لابد أن يفقد خطورته ، ما دامت مشيئة الله أن يحفظ .
+ نفس هذا الحفظ تمتع به القديس الأنبا أنطونيوس فى البرية .
+ ولقد حفظ الله يونان النبى من البحر ومن الحوت .
+ وحفظ الله أيضاً دانيال والثلاثة فتية .
+ وكما قيل فى المزمور 116 : 6 " حافظ الأطفال هو الرب " ، والله ليس حافظ الأطفال بمعنى الصغار فى السن فقط ، بل أيضاً هو حافظ لكل ضعيف محتاج إلى حماية ، كل من  لا يقوى على حماية نفسه ، فيتدخل الله ويحميه ويحفظ له كيانه .
+ هكذا كان مع الشعب الضعيف ، والبحر أمامه ، وفرعون بمركباته خلفه ، وصدق قول موسى النبى لهم " قفوا وأنظروا خلاص الرب ..الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون "(خر 14 : 13 ، 14 ) .
+الله الحافظ يرسل أيضاً ملائكته لحفظ الناس ، كما قيل " فى كل ضيقتهم تضايق ، وملاك حضرته تضايق " (أش 63 :9 )، " ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم " ( مز 34: 7 ) .
+ الله أيضاً حفظ الشهداء والمعترفين ، من جهة احتمال الآلام والعذابات التى تعرضوا لها ، وحفظهم أيضاً فى الإيمان .
+ الله هو أيضاً الذى يحفظ أولاده من حروب الشياطين، فهو لا يترك الشيطان يحاربنا بكل قوته ، بل يضع له حدوداً .
+ الله يحفظنا فى حروب الخطية " حيث كثرت الخطية، إزدادت النعمة جداً " ( رو 5 : 20 ) ، هذه النعمة الحافظة التى تقف إلى جوار الإنسان كلما ضغطت عليه الخطايا ، فتساعده لكى لا يسقط . إن النعمة تحقظ فى الحروب الروحية كما فى الأخطار المادية .
+ الله كثيراً ما يحفظ من الأخطار ، مثل الأخطار الطبيعية كالزلازل والسيول والعواصف وغيرها ، وبالمثل حفظ الله السواح و المتوحدين سكان البرارى والقفار .
+ أحياناً يحفظنا الله حينما نطلب ، وأحياناً دون أن نطلب .
+ الإيمان والصلاة يسبقان الحفظ ، والشكر يكون نتيجة للحفظ :
+يلزم أن تؤمن بحفظ الله لك ، وبهذا تطمئن ، وإذا كان إيمانك ضعيف ، فصلى إلى الله فيمنحك هذا الإيمان فى قلبك . وبعد هذا ينبغى أن نشكر ، لأنه لا يليق أن يحفظنا الله ولا نشكر .
+على أننا لا نشكر الله فقط على ما نعرفه من حفظ الله لنا ، وإنما هناك أمور حفظنا الله منها ونحن لا نعلم ، منع المشاكل من الوصول إلينا دون أن نعرف وقبل أن تحدث .
+ وكما حفظ الله دخولك إلى هذا العالم ، فليحفظ خروجك منه ، وليحفظ دخولك إلى الفردوس وإلى الملكوت الأبدى .

+" أنت يارب الذى تحافظ علينا ، من الذى يستطيع أن يحفظ نفسه ؟! أنت الذى تحافظ على نفسى . تحافظ عليها من كل شر ، من كل سقطة ، من كل تجربة . ألست أنت الذى علمتنا أن نصلى قائلين (نجنا من الشرير ) ، فليكن حفظك هذا مستمراً معنا كل حين حتى إن لم نحفظ أنفسنا ، إحفظنا أنت ....
إنك إن فتحت أعيننا لنرى كل ما حفظتنا منه ، ما كانت حياتنا كلها تكفى لشكرك ......
لك المجد والشكر ، الآن وإلى الآبد آمين .
( من كتاب الله والإنسان لقداسة البابا شنودة الثالث)

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner