18‏/02‏/2011

إلى مدينة الدمار ج2



يونان فى بطن الحوت ساجداً:
+فى عصيانه آمن أهل السفينة ، وفى إلقاءه فى البحر تجلت عناية الرب الفائقة ، وتدبيره المُحكم الذى لا يستطيع العقل البشرى إدراك أعماقه !
+كيف يوجد الحوت فى بحر مضطرب ؟ وأين كان يختبئ والسفينة تتمايل شمالاً ويميناً ، والبحارة فى صراخ وإستغاثة ؟ ولم يكن يعلم يونان أن الرب أعد له حوتاً لحمايته منذ اللحظة التى وضع فيها قدميه أعماق السفينة ! حقاً إنه يخرج من الآكل أكلاً ومن المفترس حماية !!
+أهكذا يتعامل الله مع أولاده ومع أحبائه ؟ حتى وإن ضعفوا ، حتى وإن هربوا لحظة أو لحظات ؟ أو ناموا نوماً ثقيلاً ؟ (يون 1: 5) .
+ يا عزيزى قبلما يهيج عليك البحر ، وقبلما تتعثر السفينة فى مسارها فإعلم أن للرب حوتاً لإنقاذك وليس لإلتهامك !!! وإن ألقوك البحارة برفق أو بعدم رفق فإنه سيان ، لأن يد الرب تلتقطك من أى مكان ومن أى إرتفاع لذا لا تضطرب  ولا يضعف قلبك ، بل بالرب تشدد فإنه لايعسر عليه أمر ، إنّ حوتاً مُعداً بيد الرب أفضل بل أأمن من سفينة هاربة من وجهه !
+ وهناك فى بطن الحوت استيقظ النائم فى أعماق السفينة ، وما لم يقدر أن يصنعه فى السفينة ، صنعه فى بطن الحوت !
+فى بطن الحوت إستجاب لما لم يستطع أن يستجيبه من رئيس النوتية حينما قال له : مالك نائم قم أصرخ إلى إلهك (يون 1: 5 ) .
+فى بطن الحوت جثا على ركبتيه مصلياً بل داعياً بل صارخاً إلى إلهه .
+ فى بطن الحوت أدرك الاستجابة والاجابة فحوله إلى مخدع صلاة !
+لم يستطع الحوت أن يؤذيه لأن الرب هو الذى أعده ، ومن جوفه كانت استغاثة وكانت إجابة ! !
+ صرخ :
دعوت من ضيقى الرب فإستجابنى ،
صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى ،
جازت من فوقى جميع تياراتك ولججك ثم                                                         أصعدت من الوهدة حياتى ، أيها الرب إلهى .
+وكانت إجابة إذ أمر الرب الحوت فقذف يونان حياً ، لقد دخل الحوت ميتاً (فى حالة عصيان على الله ) ، وخرج منه حياً ( تصالح مع الله ) ، دخل هارباً وخرج فى حضرة الرب ولصوته سامعاً ، لم تسقط شعرة من رأسه ولم يبتل خيط من ثيابه ، فى عصيانه خلص أهل السفينة ، بل خلص نفسه من نومها وتيهانها ، وتعلم كيف يعاود سجوده وصرخاته.
+ ربى :
ارحم ضعفى وجهلى وإغفر لى شكى ،
لأنك حصننا الحصين ،
فالبشرية زائلة أما وعودك فباقية ،
مؤامرات الأشرار واهية أما حمايتك فحقيقة أكيدة .

(عن كتاب العناية الإلهية للقمص فليمون الأنبا بيشوى)

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner