كان مايكل مجتهداً فى دراسته . حلواً فى معاشرته . لكن إذا ما أظهر له أحد الناس أمراً ليس حسب مراده ، غضب وأحتد حتى ينسى نفسه فى غضبه ويعمل أعمالاً يندم عليها عندما يثوب إلى رشده .
وقد سبب هذا الولد لأمه حكمت ، حزناً شديداً ، فقصت عليه قصة رجل غضب مرة وفى ثوره غضبه قتل رجلاً آخر وكان جزاء فعلته الشنعاء الناتجة عن عدم ضبط النفس والغضب أن حكم عليه بالأعدام، فذهب فريسة غضبه .
وبما أن الأم كانت تعرف ميل ابنها لقصص الأبطال ، قالت له : ألا تود أن تكون بطلاً ؟ إعلم أن البطل ليس هو من يخرب الممالك ، بل هو من يملك نفسه ، كما قال الحكيم (البطىء الغضب خير من الجبار , ومالك نفسه خير ممن يملك مدينة ) (أمثال 16: 32 ) .
ونصحته أن يكرر هذه الآية كل يوم فى الصباح الباكر ولمدة أسبوع وبعد أن يفرغ من ذلك يصلى طالباً من الله المعونة لكى يغلب طبعه .
وفى أحد الأيام أهانه أحد زملائه بالمدرسة إهانة شديدة وانتظر الأولاد أن يهيج مايكل حسب طبعه المعهود ثم ينقض على خصمه منتقماً منه أشد انتقام ، ولكنهم اندهشوا عندما وجدوه صامتاً ورأوا يديه إلى أسفل بعد أن إحمر وجهه وكادت تظهر عليه علامات الغضب ، لكنه كظم غيظه وتغلب على طبعه .
ولم يدرى الأولاد سبب هذا التغيير مما زادهم دهشة ، ولكن حقيقة الأمر أنه تذكر قول الحكيم الذى لقنته له أمه فصلى إلى الرب ليمنحه قوة على العمل فمنحه ما طلب ، وفى ذلك اليوم ذهب إلى بيته وقال لأمه " لقد أثمرت كلماتك معى وأعاننى الرب فغلبت اليوم طبعى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق