سافرت فى رحلة عمل إلى إحدى البلاد الأفريقية المشهورة بأكل لحوم البشر قديماً , دعانى أحدهم لتناول العشاء وأجلسنى على مائدة مرتبة وعلى نهايتها كان هناك الإنجيل مفتوحاً .
قبل الأكل صلّى مضيفى وقرأ فى الإنجيل وبعد أن انتهى ضحكت وقلت له : هل ما زلتم هنا تتمسكون بالإنجيل ؟ ، إننا فى بلادنا لم نعد نلتفت إليه وتركناه .
ابتسم الرجل الزنجى ولم يرد ، ولكن بعد انتهاء الطعام أدخلنى إلى حجرة غريبة ومخيفة ، فهناك كانت على حوائطها جماجم بشرية وعظام إنسانية وأدوات غريبة من سكاكين وفؤوس وغيرها .
فى الحقيقة ارتعبت جداً وشعرت أن نهايتى صارت وشيكة ، ولكنه ابتسم مرة أخرى وقال لى : لا تخف يا أبيض اللون ، فلولا الإنجيل لآكلتك وتلذذت بلحمك ، فعليك أن تشكر مسيح الإنجيل الذى آمنا به وحررنا من الخطية والتوحش ونقلنا من الظلمة إلى النور ومن سلطان الشر إلى ملكوته العجيب . استمع لى أيها الرجل الأبيض ، فلستُ أنا بواعظ أعظك عن المسيح ولكننى أقول لك إن المسيح أنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل .
أمسك بكتفى ، وقد إنعقد لسانى وقال لى بحب وإخلاص : لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً . إرجع إلى الله وتب ، إرجع إلى بلدك وأخبرهم بما فعل الإنجيل بنا . ادعهم ليرجعوا إلى النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان ، أخبرهم أنه لا فائدة ترجى من أى شئ بعيداً عن الله ، فالعالم بكل ما فيه لا يقدر أن يعطى السعادة للإنسان . المسيح وحده ، المسيح لا سواه .
تأثرت جداً من كلام الرجل وأدركت أن شعبنا فى ضلال بسبب الفلسفات ومحبة العالم وطلبت من سيدى يسوع المسيح أن يرحمنى ويرحم شعبى وصرت أقول : ياربى كم هو عجيب إنجيلك ، فقد حول سواد القلب إلى ضياء الحياة الأبدية ، وحول الطبيعة البشرية المتوحشة إلى جمال النعمة .
كم هو عجيب إنجيلك ! كم هو عجيب إنجيلك !
(عن كتاب بستان التائبين للقمص شاروبيم يعقوب )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق