11‏/03‏/2011

بائع الخضروات



مهنتى هى بائع خضروات ، لا أعرف القراءة والكتابة . كان يحلو لى الغش فى الميزان والأسعار ، ومع هذا فلم تكن هناك بركة فضاع مكسبى فى السجائر والسينما والخطية ، وحَرمت أسرتى من القوت الضرورى ، ورغم هذا أحسست باشتياق خفىّ للاقتراب إلى الله ولكن لم يرشدنى أحد .
فى عيد ميلاد السيد المسيح ، مرّ علىّ خادم من الكنيسة وهنّأنى بالعيد ، الذى لم يكن بالنسبة لى سوى المأكولات الشهية والملابس الجديدة ، ولكن الخادم كلمنى كلمة بسيطة عن ميلاد المخلص وأعطانى صورة جميلة عن الرب يسوع فى طفولته وهو فى حضن العذراء مريم ، فرحت بالكلام ووضعت الصورةفى محفظتى للبركة .
سألنى الخادم : هل تصلّى ؟ ، قلت له: لا أعرف .
فعلمنى صلاة جميلة أردد فيها اسم الرب يسوع قائلاً : ياربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ . وطلب منى أن أرددها .
كانت هى صلاتى الأولى فى طريق التوبة . ما أجمل حياة التوبة ، فقد حررنى الرب تماماً من عادة التدخين والسينما والحلفان والشتائم والكذب والغش فى الميزان والأسعار . صار مبدأى فى بيع الخضروات : نعم نعم ، لا لا .
أشكر إلهى الصالح ، إذ سمح لى أن أخدمه فى الكنيسة بنعمته فى خدمة القرى رغم أننى جاهل بالقراءة والكتابة : بل اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء ، واختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء ، واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود .
وأنا أعتبر نفسى حقاً أحد الجهلاء والضعفاء والأدنياء والمزدرى وغير الموجود ولكن المسيح يتعظم فىّ ، فى ضعفى ! .
عندما أذهب للخدمة ، أطلب من أحدهم أن يقرأ لى فصلاً معيّناً من الإنجيل ويبارك الرب كلمته على لسانى ، وكم أفرح عندما يقدم الرب عن طريقى ثمار النعمة للنفوس ، كما أقدم أنا الخضروات للمشترين .

(عن كتاب بستان التائبين للقمص شاروبيم يعقوب )

ليست هناك تعليقات:

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner