30‏/03‏/2011

قصة مزمار


فى ليلة من ليالى البرد القارصة جمع حطاب أثناء سهره قطع من الخشب لكى يستدفئ بها ، وعندما علمت تلك القطعة الملقاة وسط قطع الخشب مصيرها توسلت وهى باكية محدثة الحطاب بأن يرحمها ويتركها ولكنه كان ذو قلب غليظ قاس ، فأجابها بالرفض معللاً ذلك لأنها عديمة المنفعة وأكثر ما يمكن أن يستفاد به منها هو أن يستدفئ بها فى تلك الليلة القارصة البرودة .
فى ذلك الوقت تصادف مرور شيخاً مسناً ذو لحية بيضاء طويلة مسترسلة على صدره ووجهه وقد سمع توسلات قطعة الخشب ورأى دموعها . فتقدم ذلك الشيخ إلى الحطاب وطلب منه تلك الخشبة ، فأمتنع الحطاب أولاً بحجة أنه سوف يستدفئ بها . ولكن ما أن عرض عليه الشيخ مبلغ من النقود مقابل قطعة الخشب وافق . لكنه تساءل متحيراً كيف يدفع هذا الشيخ هذه النقود فى تلك الخشبة عديمة الفائدة ؟!!
 أما الشيخ فأخذ الخشبة ولم يمشِ ولكنه جلس بجوار الحطاب وأخرج من جيبة سكينة صغيرة ، وبدأ يقشر ما عليها من قشور ، وفرّغ ما بداخلها من حشو وثقب فيها عدة ثقوب .
هذا كله حدث أمام الحطاب الذى كانت نظراته تلاحق وتتابع فى دهشة واستغراب عمل ذلك الشيخ ، أما قطعة الخشب فكانت تبكى متألمة طالبة الرأفة من الشيخ الذى قال لها : " لو تركتك ومضيت حتما ستقعين فى يد من لا يرحمك ويكون كالهباء "، ثم قال لها : " تحملى قليلاً فإن هذه الآلام تؤول لمنفعتك ".
استمر الشيخ فى عمله إلى نهايته ونظر إلى الحطاب الذى كان مذهولاً مستغرباً لما يحدث ، وأخذ شهيقاً طويلاً وأدخل السكين إلى جيبه مرة أخرى ، وبدأ الشيخ يضع أطراف أنامله على الثقوب التى فى قطعة الخشب وبدأ يرفع فوهتها إلى فمه ثم نفخ فيها وهو يحرك أصابعه ويلاعبها على الثقوب وكم كانت دهشة الحطاب عندما سمع تلك النغمات المبدعة التى سرعان ما استوقفت المارة وجمعت شتاتاً من الناس أتوا على صوت أنغام الغابة ، ووقفوا فى إنصات عجيب أمام السيمفونية الرائعة التى عزفها ذلك الشيخ ، وهم يتطلعون إلى ملامحه وإلى لحيته البيضاء .
وما أن انتهى الشيخ من عزفه حتى صفق له الجميع وانحنوا له فى إعجاب ، ومنهم كثير من أرادوا شراء (الخشبة ) أقصد المزمار وبمبالغ كثيرة ..فى ذلك الحين نظر الشيخ إلى الحطاب وقال له أمازلت متعجباً بسبب ما دفعت لك ثمناً لهذه الخشبة ؟ حقاً إنها فى يدك لا قيمة لها لكن انظر كم تكون قيمتها الآن ؟!!

( مأخوذة من جريدة مسيحية لعام 2006)

عندما يفزع الشيطان


كان بناحية بنى رافع مركز منفلوط رجل ساحر ، وأجتمع ذات يوم بعض من الذين سمعوا عن القديس أبونا ميخائيل البحيرى وفضائله  ،وطلبوا من الساحر إرسال أحد أعوانه الروحيين – الشياطين – إلى قلاية القديس القمص ميخائيل البحيرى ليكشف لهم ما فيها من محتويات ويعرفهم ماذا يفعل القديس هناك ودفعوا للساحر مبلغاً كبيراً من المال لتحقيق ذلك .
ولما كلف الساحر أحد شياطينه بهذه المهمة ، رجع مذعوراً قائلاً : " لا يمكننى القيام بهذا العمل ، أطلب منى أن أذهب إلى أى مكان وأنا أذهب ، إلا هذا المكان الرهيب ، لأننى كلما ذهبت إلى تلك القلاية وجدتها محاطة بنار مثل السور تمنعنى من الدخول" فلما سمع الحاضرون ذلك الكلام تعجبوا، وكان بين الحاضرين شاب مسيحى من بنى رافع ، هذا لما سمع كلام الشيطان المفزوع أتى إلى دير المحرق وصار راهباً وعُرف بإسم القمص متياس الرافعى ...!

(عن مجلة الكرازة 3 فبراير 1995 م )

29‏/03‏/2011

سرقة صلاة



أثناء مرض أبونا بيشوى كامل ، جاء أحد الأشخاص لأبونا طالباً منه أن يأتى ليصلى لأحد أقربائه الذى كان مريضاً بمرض خطير فى مستشفى خارج الأسكندرية .. فقال له أبونا : أنا مستعد ، ولكن لا أستطيع أن أقود السيارة مسافة كبيرة ..فعرض عليه هذا الشخص أن يوصله هو بسيارته الخاصة .
وفعلاً سافر أبونا بيشوى معه إلى المستشفى ، ودخل حجرة المريض ، أغمض عينيه رافعاً رأسه للسماء وصلى صلاة من أجل شفائه .. وبعدما انتهى من الصلاة انصرف راجعاً إلى الأسكندرية .
وبعد ذلك بحوالى أسبوع ، جاء إلى أبونا أحد الأشخاص يشكره على شفائه من مرض السرطان بالمخ بسبب بركة صلواته ، ولكن أبونا لم يتذكره ولم يعرفه لأنه لم يره من قبل ..فذكّره الشخص بأنه كان فى المستشفى البعيد فى نفس الحجرة التى صلى أبونا فيها وحكى له أنه أثناء الصلاة تسلل ووضع رأسه تحت يد أبونا ( وكان مريضاً بسرطان المخ ) لأنه أحس بقوة خفية فى شخص أبونا وعندما انتهت الصلاة رجع هذا الشخص إلى سريره بسرعة ..وبعد أن تمت عليه بعض الفحوصات فى المستشفى فوجئ الأطباء بأنه سليم تماماً ولا يوجد فى رأسه أى أثر للسرطان .

(عن كتاب القمص بيشوى كامل حامل الصليب لأبونا جرجس سامى )

28‏/03‏/2011

الحلوانى العجيب



كان العم بشاى الحلوانى رجلاً أميناً وبسيطاً للغاية ، يسير بعربته التى ملأها بالحلوى فى شوارع شبرا يبيع للأطفال ، خاصة بجوار إحدى مدارس شبرا .
كان العم بشاى مُحباً للإنجيل ، يأتيه بعض أصدقائه ليجالسوه فيقدم لهم إنجيله الذى لا يعرف القراءة فيه ، ويسألهم أن يقرأوا له منه بعض الفصول أو حتى بعض الفقرات .
وفى أحد الأيام لاحظ العم بشاى أحد جيرانه قادماً إليه من بعيد وقد ظهرت عليه علامات الارتباك الشديد ، وفى هدوء شديد قال له العم بشاى :
-        سلام يا أخى .
-        سلام يا عم بشاى .
-        خيراً .
-   كل الأمور تسير فى خير ، إنما السيدة أم مجدى تشعر بألم وتطلب منك إن أمكن أن تترك العربة لأحد أصدقائك وتذهب إليها .
ارتبك العم بشاى قليلاً فقد ترك زوجته ، أم مجدى ، فى الصباح حيث كانت تشعر بقليل من الألم ، لكن لم يكن يظن أن الأمر فيه خطورة ، فقد أخفت الكثير من آلامها وراء ابتسامتها الرقيقة وكلماتها العذبة معه ومع أولادهما الثمانية .
رشم العم بشاى نفسه بعلامة الصليب ، ورفع قلبه نحو السماء يصلى لأجل زوجته ، ثم سار نحو بيته حيث وجد باب حجرته _ فى الدور الأرضى _ مفتوحاً وقد التفت النساء الفقيرات حول زوجته المسكينة فى الحجرة الوحيدة التى تعيش فيها كل العائلة . لقد اعتادت هؤلاء النسوة أن يزرن البيت ويأخذن معونة بسيطة من السيدة أم مجدى .
إذ رأى الرجل هذا المنظر ، خاصة وقد بدأت النسوة يعزينه فى زوجته التى ماتت ، تمالك نفسه قليلاً وفى هدوء طلب منهن أن يتركن الحجرة إلى حين ومعهن أولاده ، ودخل الرجل حجرته ليقترب من زوجته الممددة على السرير بلا نَفَس ، جثة هامدة .
وفى إيمان عجيب ركع العم بشاى ، وهو يصرخ فى بساطة قلب ، قائلاً :" أنت أعطيتنى يارب ثمانية أولاد وأعطيتنى هذه الزوجة عموداً للبيت تربى أولادى ..فكيف تأخذها منا ؟ من يستطيع أن يربى هؤلاء الأولاد؟ ".
انزرفت الدموع من عينيه بلا حساب وهو يعاتب الله متمتماً بكلمات غير مسموعة ، وإذ هو غارق فى دموعه سمع كلمات واضحة : " لقد وهبت زوجتك خمسة عشرة عاماً كما فعلت قبلاً مع حزقيا الملك " .
هنا استرد الرجل أنفاسه ليشكر الله على عطيته ورعايته ، ثم نادى النسوة أن يدخلن الحجرة وطلب منهن أن يقدمن لها طعاماً .
فى بساطة مملوءة إيماناً ، قال الرجل لزوجته :" يا أم مجدى قومى لتأكلى .." ، وإذا بالسيدة تفتح عينيها وبعد دقائق صارت تأكل .
خرج العم بشاى من بيته وهو يشكر الله على عظيم رعايته ، وإذ وجد أحد معارفه سأله أن يكتب له تاريخ اليوم فى ورقة صغيرة ليضعها فى محفظته .
مرت الأيام والسنين وإذا بالعم بشاى يشيخ وقد ربى أولاده الثمانية خلال عمله كبائع حلويات .
 وفى أحد الأيام جاءه رجل يقول له بأن أم مجدى مريضة جداً .
أخرج الرجل الورقة من محفظته وسأله أن يقرأ له التاريخ المكتوب عليها ، وإذ عرف أنه قد مرت خمسة عشرة عاماً تماماً أدرك أن وقت نياحتها قد حان وعندئذ نزلت الدموع من عينيه وهو يسرع نحو بيته يقود عربة الحلوى .
 دخل الرجل حجرته حيث ارتمى بجوار السرير وهو يقول لزوجته :
" وداعاً يا أم مجدى ! وداعاً !
أشكرك يارب لأنك تركتها لى كل هذا الزمان لتربى أولادها وتُعيننى .
الآن استريحى يا أم مجدى فى الرب . اذكرينى عند ربى يسوع المسيح !

( عن سلسلة قصص قصيرة للقمص تادرس يعقوب ملطى )

27‏/03‏/2011

سندوتشات الجبنة





فى أواخر القرن الماضى ركبت عائلة دنمركية فقيرة باخرة متجهة إلى أمريكا – أرض الأحلام – حيث تكثر فرص الرزق وتزداد سبل الثراء .
وعلى ظهر السفينة ، ظلت العائلة تأكل من الجبن الذى أحضرته معها ، ثلاث وجبات فى اليوم لمدة ثلاث أيام ، وفى آخرها ضجر ابنهم توم من الحال .
_ "كل يوم جبن ..لقد سئمت منها ، أريد أن آكل شيئاً آخر ".
_ " اصبر يا ابنى كلها عشرة أيام أخرى ونصل إلى أمريكا وهناك تأكل ما تشتهى ..." .
_ " لا يا بابا أرجوك ، أعطنى خمسة قروش لأشترى بها بعضاً من الآيس كريم الذى يأكله الأولاد الآخرون ".
_ " الآخرون يأكلون ما يحبون ، أما نحن ففقراء لا نقدر أن نتكلف مصاريف أخرى ، لقد استنفذت التذاكر مبلغاً كبيراً من المال ...انتظر فقط حتى نصل أمريكا وهناك كل ما تشاء " .
_ " بل أريد الخمسة قروش حالاً ..لن انتظر ولا لحظة واحدة ...أريد الآيس كريم الآن ".
رضخ الأب لإصرار الابن وأعطاه الخمسة قروش التى طلبها ، وما إن أخذها الولد حتى غاب عن البصر ...
ورجع بعد ساعتين وإمارات السعادة بادية على وجهه ، فسأله الأب : " هل أكلت آيس كريم ؟ "
_ "نعم ، وأكلت أيضاً دجاجاً محمراً ومكرونة وجاتوه ".
_ " كل هذا بالخمسة قروش ؟ ".
_ " لا ، كل هذا مجاناً ، فالأكل حسابه على التذكرة ".

                    &&&&&&&&&&&&&&&&&

فلماذا نسلك فى هذه الحياة كفقراء مع أن إلهنا غنى ، سدد الدين عنا ، وفاض علينا بالنعم السماوية وهو ....
" الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لآجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شئ "  ( رو 8 : 32 )

                  &&&&&&&&&&&&&&&&&&

( عن سلسلة قصص رمزية _ كنيسة مارجرجس سبورتنج )

26‏/03‏/2011

زوجة الخباز



كانت زوجة الخباز سيدة ساذجة جداً ، ولم تكن تستطيع أن تكف عن أكل الحلوى .
وكلما وضع الخباز أطباق الحلوى والكعك فى نافذة العرض ، كلما وجد شيئاً قد نقص منها ، مثل فطيرة بالسمن ، أو بسكويت بالشكولاتة ..بل حدث أحياناً أن اختفت أطباق كاملة من الكعك !!
كان الخباز يقول لزوجته : " أعتقد يا عزيزتى أن الفئران تأكل فطائرنا . يجب أن نشترى قطة كبيرة لتخلصنا من هذه الفئران " .
وكانت زوجة الخباز تجيب : " لا يا زوجى العزيز ..إن الفئران لم تفعل شيئاً . كل ما فى الأمر أن منظر الفطائر لم تعجبنى ، ووجدت أن شكلها الغير منظم سيسئ للمخبز ، فأكلتها ...وبالطبع ، هذا شئ لا ويغضبك " .
قال الخباز : " حسناً يا عزيزتى .. إذا كنت لا تستطيعين التحكم فى ميلك و حبك للحلوى ، فأعتقد أنك ستصبحين بدينة جداً ، ولن تتمكنى عندئذ من دخول باب المنزل . أنصحك بأن تكفى عن أكل الكعك والحلوى ."
وأخيراً اهتدى الخباز إلى فكرة رائعة .
ذهب إلى النجار ، واشترى منه كمية كبيرة من القطع الخشبية الرفيعة ، ودهنها بطلاء مثل لون الباب ، وعندما ذهبت زوجته إلى السوق ، ثبّت قطعاً من الخشب على جانبى المدخل ، وبذلك أصبح الباب أضيق قليلاً .
وفى كل أسبوع ، كان الخباز يثبت مزيداً من قطع الخشب على جانبى المدخل .
وذات يوم ، قالت زوجة الخباز ، التى كانت تزداد بدانة : " يا عزيزى ...يبدو أن وزنى يزداد يوماً بعد يوم ، لأننى لم أعد أستطيع أن أدخل بسهولة من الباب " .
وبعد فترة ، لم تعد زوجة الخباز تستطيع أن تدخل من الباب إلا بصعوبة بالغة ، مما سبب لها آلاماً شديدة .
وأخيراً أخذت تصيح : " ماذا أفعل وأنا لم أعد أستطيع الخروج من البيت ؟! " أجاب زوجها الخباز " توقفى عن أكل الحلوى " . ثم عاد إلى عمله .
ومنذ ذلك اليوم ، لم تعد الزوجة إلى أكل الحلوى مرة أخرى , وبعد فترة استطاعت أن تدخل وتخرج من خلال الباب .
لقد عادت إليها سعادتها ، ووعدت ألا تعود إلى أكل حلوى زوجها .

(عن سلسلة أجمل الحكايات للكاتب الكبير يعقوب الشارونى )

23‏/03‏/2011

لولا الإنجيل لأكلتك



سافرت فى رحلة عمل إلى إحدى البلاد الأفريقية المشهورة بأكل لحوم البشر قديماً , دعانى أحدهم لتناول العشاء وأجلسنى على مائدة مرتبة وعلى نهايتها كان هناك الإنجيل مفتوحاً .
قبل الأكل صلّى مضيفى وقرأ فى الإنجيل وبعد أن انتهى ضحكت وقلت له : هل ما زلتم هنا تتمسكون بالإنجيل ؟ ، إننا فى بلادنا لم نعد نلتفت إليه وتركناه .
ابتسم الرجل الزنجى ولم يرد ، ولكن بعد انتهاء الطعام أدخلنى إلى حجرة غريبة ومخيفة ، فهناك كانت على حوائطها جماجم بشرية وعظام إنسانية وأدوات غريبة من  سكاكين وفؤوس وغيرها .
فى الحقيقة ارتعبت جداً وشعرت أن نهايتى صارت وشيكة ، ولكنه ابتسم مرة أخرى وقال لى : لا تخف يا أبيض اللون ، فلولا الإنجيل لآكلتك وتلذذت بلحمك ، فعليك أن تشكر مسيح الإنجيل الذى آمنا به وحررنا من الخطية والتوحش ونقلنا من الظلمة إلى النور ومن سلطان الشر إلى ملكوته العجيب . استمع لى أيها الرجل الأبيض ، فلستُ أنا بواعظ أعظك عن المسيح ولكننى أقول لك إن المسيح أنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل .
أمسك بكتفى ، وقد إنعقد لسانى وقال لى بحب وإخلاص : لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً . إرجع إلى الله وتب ، إرجع إلى بلدك وأخبرهم بما فعل الإنجيل بنا . ادعهم ليرجعوا إلى النور الحقيقى الذى ينير كل إنسان ، أخبرهم أنه لا فائدة ترجى من أى شئ بعيداً عن الله ، فالعالم بكل ما فيه لا يقدر أن يعطى السعادة للإنسان . المسيح وحده ، المسيح لا سواه .
تأثرت جداً من كلام الرجل وأدركت أن شعبنا فى ضلال بسبب الفلسفات ومحبة العالم وطلبت من سيدى يسوع المسيح أن يرحمنى ويرحم شعبى وصرت أقول : ياربى كم هو عجيب إنجيلك ، فقد حول سواد القلب إلى ضياء الحياة الأبدية ، وحول الطبيعة البشرية المتوحشة إلى جمال النعمة .
كم هو عجيب إنجيلك ! كم هو عجيب إنجيلك !

 (عن كتاب بستان التائبين للقمص شاروبيم يعقوب )

15‏/03‏/2011

الوداعة


الوداعة هى إحدى ثمار الروح القدس .
" أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف  " (غلاطية 5 : 23 ) .
وقد تعلمنا الوداعة من السيد المسيح نفسه عندما قال " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب " (مت 13: 29) .
لذلك نجد أن الكنيسة تعلمنا كل يوم فى صلاة باكر أن نسلك بكل تواضع ووداعة (أف 4 : 2 ) .
والإنسان الوديع هو :
1-     إنسان هادىء فى طباعه وأعصابه وألفاظه ، لأن قلبه هادىء فى الداخل وذلك منعكس عليه فى الخارج ، ليس عن ضعف إنما عن لطف .
2-     بعيد عن القسوة والعنف حتى فى صوته ، متشبهاً بإلهه الذى وُجد فى الصوت المنخفض الخفيف ( 1 مل 19 : 12 )  .
3-     يحتمل غيره مهما أساء إليه ، ولكن فى حكمة  "فكونوا حكماء كالحيات بسطاء كالحمام "  (مت 10: 16 ) .
4-             بشوش الملامح وكل من يراه يحبه لأنه رقيق الطباع .
5-             يتميز بدماثة الخلق .
6-             مؤدب فى تعاملاته .
7-              مهذب فى كلامه .
8-     لا يغضب ولا يثور على أحد ولا يحاول أن يثير أحد ، مثل السيد المسيح " لا يخاصم ولا يصيح " ( مت 12 : 19 ) .
9-             يميل إلى الصمت وأن تكلم يتكلم بحكمة .
10-   لا يحاول أن يجرح أحد أو أن يخدش حياء أحد تماماً مثل حديث المسيح مع السامرية يو 4 .
                                             
فلنسعى جميعاً لأقتناء هذه الثمرة من ثمار الروح القدس .

 ( من أقوال قداسة البابا شنودة الثالث )

11‏/03‏/2011

بائع الخضروات



مهنتى هى بائع خضروات ، لا أعرف القراءة والكتابة . كان يحلو لى الغش فى الميزان والأسعار ، ومع هذا فلم تكن هناك بركة فضاع مكسبى فى السجائر والسينما والخطية ، وحَرمت أسرتى من القوت الضرورى ، ورغم هذا أحسست باشتياق خفىّ للاقتراب إلى الله ولكن لم يرشدنى أحد .
فى عيد ميلاد السيد المسيح ، مرّ علىّ خادم من الكنيسة وهنّأنى بالعيد ، الذى لم يكن بالنسبة لى سوى المأكولات الشهية والملابس الجديدة ، ولكن الخادم كلمنى كلمة بسيطة عن ميلاد المخلص وأعطانى صورة جميلة عن الرب يسوع فى طفولته وهو فى حضن العذراء مريم ، فرحت بالكلام ووضعت الصورةفى محفظتى للبركة .
سألنى الخادم : هل تصلّى ؟ ، قلت له: لا أعرف .
فعلمنى صلاة جميلة أردد فيها اسم الرب يسوع قائلاً : ياربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ . وطلب منى أن أرددها .
كانت هى صلاتى الأولى فى طريق التوبة . ما أجمل حياة التوبة ، فقد حررنى الرب تماماً من عادة التدخين والسينما والحلفان والشتائم والكذب والغش فى الميزان والأسعار . صار مبدأى فى بيع الخضروات : نعم نعم ، لا لا .
أشكر إلهى الصالح ، إذ سمح لى أن أخدمه فى الكنيسة بنعمته فى خدمة القرى رغم أننى جاهل بالقراءة والكتابة : بل اختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء ، واختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء ، واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود .
وأنا أعتبر نفسى حقاً أحد الجهلاء والضعفاء والأدنياء والمزدرى وغير الموجود ولكن المسيح يتعظم فىّ ، فى ضعفى ! .
عندما أذهب للخدمة ، أطلب من أحدهم أن يقرأ لى فصلاً معيّناً من الإنجيل ويبارك الرب كلمته على لسانى ، وكم أفرح عندما يقدم الرب عن طريقى ثمار النعمة للنفوس ، كما أقدم أنا الخضروات للمشترين .

(عن كتاب بستان التائبين للقمص شاروبيم يعقوب )

للأمانة

للأمانة فى حالة نقل أى معلومات من المدونة يرجى ذكر اسم المدونة وعنوانها :

ادخل ايميلك ليصلك كل جديد

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner